كوسرت رسول، سفاح بهوية بيشمركة!

بغداد- العراق اليوم:

ولد   كوسرت رسول علي عام (1952) في قرية شيواشوك الكبيرة على تخوم قضاء كويسنجق من أسرة كردية فقيرة. انخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البرزاني، وساهم بشكل بارز في تمرد أيلول (1974). ثم انشق بعد ذلك وانضم للأتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الراحل جلال طالباني.

عرف عنه انتهاجه العنف، والقسوة كسبيل ونظرية عمل في التمرد الكردي، ولم يتقن العمل السياسي ابدًا، بل كانت قيادة الاتحاد تتجنبه كثيرًا، نظرًا لتهوره، وميله لتصفية الخصوم بعد ان تمكن من تشكيل خط داخل مليشيا البيشمركة انذاك، تولت عمليات التصفية الجسدية للمناوئين الكرد .

شغل كوسرت رسول مناصب عدة اعتبارًا من ثمانينات القرن الماضي، منها اشرافه على عصبة طلاب كردستان، ثم عضوًا في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني.

كلف فيما بعد من قبل القوات الامريكية في التسعينات بتشكيل منظمة سرية تنفذ اهدافًا منتخبة ترغب امريكا في تحقيقها، الامر الذي اثار خلافات حادة في قيادة الاتحاد، واتخذت انذاك قرارًا بتجميده، وادعى هو الانشقاق عن الاتحاد.

عاد بعد ذلك الى قيادة الاتحاد بضغط امريكي، وتبوأ منصب الرجل الثاني في الاتحاد الذي يتزعمه الراحل جلال طالباني.

ظلت المنظمة السرية التي يترأسها كوسرت رسول فاعلة في المشهد الكردي، ونفذت جرائم متنوعة، منها عملية اشرف عليها شخصيًا تمثلت بتفجير سيارة مفخخة في دهوك في التسعينات راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى.

يتهم الشيوعيون العراقيون كوسرت رسول والراحل نوشيروان مصطفى بالأشراف المباشر على جريمة أشت باشتان التي ارتبكت بحق الانصار الشيوعيين في العام 1983، حيث قام الرجلان بمهاجمة حركة الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي كانت تقاتل النظام الصدامي، وقاما باعدام اكثر من مئة من الانصار الشباب من العرب، فيما تم الافراج عن رفاقهم الاكراد.

بقي الجهاز السري الذي يشرف عليه كوسرت رسول فاعلًا، وقد تم كشف تعاون بينه وبين المخابرات الصدامية السابقة، ورصدت المخابرات الامريكية هذا التعاون ووظفته بالاتجاه المعاكس.

بعد 2003 تولت منظمة كوسرت رسول الاجرامية، عمليات التنسيق بين رموز النظام البعثي الاجرامي والقوات الامريكية، ومنعت المنظمة الاحزاب العراقية من القبض على هولاء الرموز، بل كانت تقوم بتسليهم بصفقات واضحة.

لا يفوتنا التذكير ان العمل السري الاجرامي لكوسرت فتح شهية المخابرات الدولية لتشكيل خلايا اجرامية على غرارها، واثر ذلك نشب صراع دموي، استهدف كوسرت نفسه فيه، وقد راح ضحيته ثلاثة من ابنائه الستة، فيما اصيب هو بجروح .

في الازمة الراهنة، وبعد غياب الراحل الرئيس جلال طالباني، حاول كوسرت رسول الاستفراد بقيادة الاتحاد وفرض نفوذه على جميع الاطراف بقوة المنظمة السرية التي تدعمه، وقد نجح في دفع السليمانية الى اتخاذ قرارات خاطئة، من بينها التحول الى تبعية البرزاني ، والاشتراك في الاستفتاء المزعوم تحت تهديد القوة.

عينه البرزاني فيما بعد مسؤولًا لقوات البيشمركة الكردية في كركوك، الا انه هرب اثر دخول القوات الاتحادية اليها بعد اتفاق مع الجناح السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انتفض بوجه سطوة كوسرت وتبعيته لمسعود.

بعد هروبه من المواجهة زعم  رسول ، إن "ما يحصل هو أنفال أخرى ضد الكرد"، مضيفاً أن "عدداً من الأشخاص الذين انحرفوا عن نهج الاتحاد الوطني الكردستاني وقليلي الفهم دخلوا التاريخ من بوابة العار".

واضاف رسول،  إن "مسؤولية كارثة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني".

وادعى  أن "بعض الأشخاص الذين انحرفوا عن نهج الاتحاد دون العودة لقيادة حزبنا اقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا خلال هذه الأحداث"، مضيفا أنهم "تعاونوا مع المحتلين بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والمؤقتة".

واثر ذلك وعقب تهجمه على القوات العراقية، أصدرت محكمة عراقية أمراً بالقبض على كوسرت رسول ، بعد وصفه القوات الحكومية في كركوك بأنهم "محتلون".

وذكر المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار أن "محكمة تحقيق الرصافة أصدرت أمراً بإلقاء القبض بحق كوسرت رسول على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها قوات الجيش و الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك قوات محتلة".

وقد استعادت القوات الحكومية خلال يومي الاثنين والثلاثاء السيطرة على مدينة كركوك وحقول النفط في محافظة كركوك، فضلا عن مناطق في محافظتي نينوى وديالى كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة.

وجاء تحرك القوات العراقية إلى هذه المناطق ردا على إجراء السلطات الكردية استفتاء شعبيا للانفصال عن العراق الشهر الماضي، اعتبرته الحكومة العراقية "غير شرعي".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

علق هنا