بغداد- العراق اليوم:
حتى بعد أشهر على انفصاله عن المجلس الاعلى الاسلامي في العراق، لا يزال عمار الحكيم يعاني من تبعات هذا الخروج المفاجئ والمدوي، فصقور المجلس الاعلى الذين اراد بضربته الاستباقية ان يوقعهم صرعى استعادوا زمام المبادرة وبدؤوا بتسديد اللكمات المتتالية للحكيم، في خطوة تهدف لازعاجه واستفزازه سياسيًا وفق ما يرى مراقبون. فبعد ايام قليلة من انشقاق الحكيم عن المجلس ومن معه من تجمعات وهيئات وروابط، عاد المجلس الاعلى ليعلن عن استعادة "أمل" التجمع المحوري في حركة الحكيم . ولم يتوقف ذلك ابدًا، فالمجلس استطاع ايضًا استرجاع كتلة المواطن التي شقها الحكيم عن جذرها، وبالفعل وصل عدد اعضاء كتلة المواطن في مجلس النواب الى 11 عضواً من اصل 29. مما يعني ان الحكيم يواصل خسائره السياسية ووزنه في لعبة الارقام. والى هذا الحد لم تتوقف حركة المجلس الاعلى، فقد اعلن عن استعادته لكتلة المواطن في مجالس المحافظات، فضلًا عن نجاحه بضم عدد من القيادات التي غادرت مع الحكيم، ومن ثم قررت العودة الى حضن المجلس. وبحسب القيادي في المجلس باقر الزبيدي في حديث تابعه ( العراق اليوم)، فأن المجلس استطاع استعادة تنظيماته في بغداد والمحافظات، فضلاً عن استعادته لوضعه الاعلامي وتأسيسه لقناة فضائية بأسم " الايام" يشرف عليها حكيم الرميض أحد ابرز الوجوه الاعلامية في حركة الحكيم سابقًا، كما ان المجلس نجح في استعادة مكاتبه في جميع انحاء العراق، فضلا عن اعادة عدد من القيادات الوسطى والكوادر التي اقصيت من المجلس قبل الانشقاق في ما سمي حينها بـ " الازاحة الجيلية ". ويبدو ان الأخوة الاعداء مصرون على الاستمرار في نهج ازعاج الحكيم واقلاقه على وضعه السياسي الذي اصبح غامضًا بالفعل اكثر من أي وقت مضى, فأن المجلس عاد ليعلن استعادته للتجمع الاسلامي لطلبة العراق أمس. وبحسب بيان للمجلس حصل عليه ( العراق اليوم) فأن التجمع الاسلامي لطلبة العراق، اعلن عن الانسحاب من تيار الحكمة الوطني "رسميآ" والعودة الى المجلس الأعلى الأسلامي العراقي، لافتا الى ضرورة الانطلاق في "سياسة التصحيح" من اجل البلد ووحدته. واكد التجمع الطلابي خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد ، إن "اعلان الانسحاب جاء شعورا بخطورة واهمية المرحلة التي يمر بها العراق ومن باب المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع بما فيها الشريحة الواسعة للطلبة والشباب". وأضاف التجمع، ان "العودة تحت راية المجلس الاسلامي الأعلى جاءت لوجوب الاستمرار في خدمة اخواننا الطلبة وتقديم الخدمات الجامعية التي تكفل لهم مستقبلا علميا مرموقآ"، مؤكدا عزمه لـ"الانطلاق من جديد نحو تصحيح المسيرة من جملة الأخطاء التي لحقت خلال الفترة السابقة". ويبدو ان هذا الاعلان جاء مستفزًا للحكيم بالفعل، فبادر برد قاسي على المجلس الاعلى مما ينذر بوقوع اشتباك سياسي قاسي بين الطرف في قابل الايام . فقد استهجن ما سُمي بالأمين للتجمع الاسلامي لطلبة العراق بشير الدراجي من محاولة البعض "سرقة" اسم التجمع، مشيرا الى انه لا يزال ضمن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ولم ينسحب منه. وقال الدراجي في تصريح وصل لـ ( العراق اليوم) ، "خرجت مجموعة اليوم تدعي تشكيلها تجمع بذات اسم تجمعنا الحالي، كما ادعت هذه المجموعة عن انتمائها لاحد الجهات، وهذا الامر غير صحيح ولايزال التجمع ضمن تيار الحكمة الوطني وتحت قيادة السيد عمار الحكيم". واضاف ان "ما نُشر اليوم في بعض وسائل الاعلام عن انسحاب التجمع من تيار الحكمة هو عارٍ عن الصحة ولايمت للحقيقة بصلة وان مجموعة من الافراد قد انتحلوا شخصية التجمع ونشروا في وسائل الاعلام بأنسحابه من تيار الحكمة". واشار الدراجي الى ان "التجمع وبجميع مجلس ادارته وملاكاته موجودين حالياً في تيار الحكمة ومسجل رسمياً بأسمائهم". ودعا الدراجي "هذه المجموعة المدعية الى عدم الاستمرار بانتحال صفة التجمع وبخلاف ذلك سنلجأ الى مقاضاة الافراد الذين انتحلوا اسم التجمع وظهروا في وسائل الاعلام عبر شكوى ونقدم شكوى الى المحاكم العراقية".
*
اضافة التعليق