بغداد- العراق اليوم:
موقف بغداد المعارض لإقدام إقليم كردستان على تنظيم استفتاء للاستقلال أعقبه فرض عقوبات دخلت حيز التنفيذ، منها وقف الرحلات الدولية إلى مطاري أربيل والسليمانية، وسط مطالبات لسلطات الإقليم بتسليم المنافذ البرية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ اتخذت الحكومة المركزية في بغداد أيضا إجراءات أخرى تمثلت بفرض عقوبات على المصارف الكردية ووقف تحويلات العملات الأجنبية إلى المنطقة الكردية.
وذكرت مصادر مطلعة أن البنك المركزي العراقي أبلغ حكومة إقليم كردستان عزمه التوقف عن بيع الدولارات إلى البنوك الكردية الأربعة الرئيسية.
فماذا يعني هذا القرار؟ وما تبعاته؟
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح الدين كاكو لموقع "الحرة" إن القرار يأتي في إطار جملة من القرارات التي اتخذتها الحكومة المركزية بعد إجراء استفتاء في الإقليم نحو الاستقلال.
ويشير إلى أن هذا القرار تحديدا سيؤثر بشكل مباشر على حجم السيولة النقدية المتوفرة بالدولار الأميركي في سوق إقليم كردستان بمجمله، على حد قوله.
وكنتيجة لذلك، سيرتفع سعر الدولار الأميركي إزاء الدينار العراقي المتداول في الإقليم، حسبما يشرح الخبير الاقتصادي.
ويستدرك قائلا: "لكن هذه ليست النهاية، بمعنى آخر، فإن هناك بنوكا تعمل بعدم الربط المباشر بالبنك المركزي في بغداد، وهنالك أيضا شركات مالية قد تحصل على الدولار الأميركي بطرق غير مباشرة، ومن ثمة يكون هنالك مصادر لضخ الدولار الأميركي في السوق النقدي الإقليمي".
ويعرب كاكو عن أمله في أن يقلل ذلك من الآثار السلبية المترتبة على قرار البنك المركزي بإيقاف التعامل وإيقاف التحويلات الخارجية من البنوك الداخلة ضمن الحدود الجغرافية لإقليم كردستان.
الدولار أم الدينار؟
وعن الشركات التي تحتاج للعملة الأجنبية والعمال الأجانب في كردستان، وصف الخبير الاقتصادي الوضع بـ"الطبيعي"، مضيفا أن العمال الأجانب "في أمان وحالهم حال شعب إقليم كردستان ويمارسون أعمالهم بصورة طبيعية جدا".
ويشير كاكو إلى أن العملة السيادية المتداولة في كردستان هي الدينار العراقي، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك بعض البنوك التي مصادرها أجنبية (أي بنوك دولية) لها فروع في المدن الكردستانية أربيل والسليمانية ودهوك، وأيضا هناك بعض الشركات والمؤسسات التي تتعامل بالدولار الأميركي وتدفع رواتبها بالدولار الأميركي.
أما عن التحويلات المالية إلى خارج الإقليم، فيقول إن العملية لا تزال قائمة، مضيفا أن هنالك العديد من الشركات والبنوك الدولية التي تتيح عمليات التحويل بسهولة إلى أي مكان في العالم.
وقد سجل الاستفتاء حول الاستقلال الذي أجري في 25 أيلول/سبتمبر في كردستان العراق فوزا ساحقا لمؤيدي الانفصال عن السلطة المركزية، لكن السلطات الكردية أشارت إلى أنها لا تنوي إعلان الاستقلال بسرعة.
ودانت كل من أنقرة وطهران هذا الاستفتاء، إذ تبديان تخوفا من أن يعلن أكراد العراق الاستقلال عن بغداد ما يمكن أن يؤجج النزعة الانفصالية لدى الأقليات الكردية في تركيا وإيران.
*
اضافة التعليق