بغداد تطرد زلماي خليل وكوشنير وبيرنار ليفي من شمال العراق

بغداد- العراق اليوم:

طلبت الحكومة العراقية من مستشارين أجانب لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بينهم إسرائيلي، المغادرة. وستخاطب دولهم لإنهاء عملهم. وأكد نواب أكراد أن برلمان الإقليم سيعقد غداً جلسة للرد على قرارات بغداد «العقابية». وجددت أربيل دعوتها بغداد إلى الحوار وعدم التصعيد.

وقالت النائب سميرة الموسوي، من «التحالف الوطني» في بيان: «هناك عدد من السفراء ورؤساء الفعاليات الديبلوماسية السابقين يعملون مستشارين لدى بارزاني أنهت الحكومة الاتحادية عملهم بعد الاستفتاء»، وأضافت أن «الأسماء المثبتة لدى لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية والمطلوب من أصحابها مغادرة البلاد هي: برنار كوشنر (وزير خارجية فرنسا السابق)، ايدي كوهين، وهنري بيرنار ليفي، وبيتر غولبرايث (سفير أميركا السابق في كرواتيا وأحد مساعدي بول بريمر الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق)، وخليل زلماي زاده (سفير واشنطن السابق في بغداد)»، ودعت وزارة الخارجية الاتحادية إلى «مخاطبة دولهم لإنهاء عملهم في الإقليم». كما دعت وزارة الخارجية إلى «مخاطبة دولهم لإنهاء عملهم في الإقليم».

وأعلن مطار أربيل تعليق كل الرحلات الدولية من المطار وإليه، اعتباراً من مساء اليوم، غداة قرار في هذا الصدد من الحكومة العراقية. وقالت مديرة المطار تالار فائق صالح إن «كل الرحلات الدولية، من دون استثناء، من مطار أربيل وإليه، ستعلق اعتباراً من السادسة مساء الجمعة». ويخضع المطار لسلطة الطيران المدني العراقية.

وطلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من إقليم كردستان تسليم المطارات الموجودة فيه إلى الحكومة المركزية خلال مهلة ثلاثة أيام، تحت طائلة إغلاق الأجواء. كما صوت البرلمان الأربعاء على إقفال المنافذ الحدودية الخارجة عن سلطة الدولة. وهناك أربعة منافذ حدودية للإقليم، اثنان مع إيران واثنان مع تركيا. ومطاران يعملان في كردستان، أحدهما في أربيل والآخر في السليمانية. وقال مسؤول في سلطة الطيران المدني العراقي: «سنغلق الأجواء عند انتهاء المهلة أمام كل الرحلات إلى مطاري أربيل والسليمانية، وسنطبق القرار في حال عدم امتثالهم لأوامر الحكومة».

وغادر عدد كبير من الأجانب العاملين في أربيل خوفاً من أن يعلقوا في الإقليم لأن تأشيرة دخولهم صادرة من السلطات الكردية، ولا تعترف بها بغداد.

وقالت مديرة المطار: «لدينا جالية أجنبية كبيرة هنا، لذا فإن القرار ليس ضد الشعب الكردي، كما لدينا عدد كبير من اللاجئين يستخدمون المطار. وكنا دائماً نشكل جسراً بين سورية والأمم المتحدة لإرسال المساعدات». وتابعت: «كما أننا نستضيف قوات التحالف الدولي هنا، والمطار يستخدم لكل شي». ونفى الناطق باسم وزارة النقل في الإقليم أوميد صالح أن تكون أربيل «وافقت على إرسال مجموعة من المراقبين الاتحاديين للإشراف على مطارات الإقليم، سوى الاستعداد للتفاوض».

وأكدت «هيئة السياحة العراقية» أمس «وقف حركة السياحة الداخلية المتجهة إلى كردستان منذ بداية الأسبوع بعد إجراء الاستفتاء». وأعلنت كتلتا «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني، و «الديموقراطي» بزعامة بارزاني، أن برلمان الإقليم سيعقد غداً جلسة للرد على القرارات «العقابية» الصادرة من البرلمان الاتحادي ضد الإقليم.

وفي مسعى لامتصاص الردود الغاضبة لبغداد خفف الأكراد حدة خطابهم بالدعوة إلى الدخول في حوار، وأن نتائج الاستفتاء لا تعد منطلقاً لإعلان الدولة ورسم الحدود من طرف واحد، ويلمحون إلى أن الأمر يتطلب سنوات من المفاوضات.

وفي طهران، أفاد رئيس أركان الجيش محمد باقري في أعقاب محادثات عقدها نظيره العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي أن «القوات الإيرانية والعراقية ستتفقد الحدود المشتركة بين البلدين، ونحن مستعدون لنشر قوات تابعة للحكومة العراقية المركزية على الحدود المشتركة المتاخمة مع إقليم كردستان». وأضاف: «نحن لا نعترف بأي سيطرة للأحزاب الكردية على هذه الحدود، كما نرفض التغيير الجغرافي في العراق وانفصال جزء من هذا البلد».

وحذر مستشار مجلس أمن الإقليم مسرور بارزاني في تغريدات على «تويتر» بغداد، من «أن رفضها التفاوض يدفعنا إلى أبعد الحدود، لأن قرارات البرلمان لا تخدم دعواتها إلى الحوار»، مشيراً إلى أن «إجراء الاستفتاء كان رد فعل على العقلية المعادية لكردستان وتهميش شعبها». وما زال الطريق الرابط بين بغداد ومحافظة كركوك والمناطق الكردية مقطوعاً بسبب تظاهرات محتجين على الخطوة الانفصالية للأكراد، في حين برزت مؤشرات إلى نشوب توتر في المحافظة، ورد محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم على طلب البرلمان الاتحادي تسليم المحافظة، فقال: «لن نسمح بدخول أي قوة اتحادية، ونحن لا نتلقى الأوامر من الحكومة».

وأكد قادة في «الجبهة التركمانية» تعرض مقراتها «لهجمات مسلحة شنها مجهولون لليوم الثاني على التوالي، بغية إجبارنا على تغيير موقفنا من الاستفتاء» وحملت الأجهزة الأمنية «مسؤولية فشلها في القبض على منفذي الهجمات»، وأكد رئيس الجبهة أرشد الصالحي عن «نية التركمان تشكيل وحدات لحماية أحيائهم في كركوك إثر تزايد الهجمات عقب الاستفتاء».

وقال زعيم المعارضة القومية في تركيا دولت بهجلي إن «هناك خمسة آلاف متطوع قومي على الأقل مستعدون وينتظرون الانضمام للقتال من أجل الوجود والوحدة والسلام في المدن التركية التي يقطنها التركمان بخاصة كركوك». وأضاف: «التركمان ليسوا بلا حماية أو متروكين لحالهم، لن يُتركوا قط لعملية تطهير عرقي مؤلمة وفقد للدولة».

إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية المايجور أدريان رانكين إن «مسؤولاً رفيعاً في البنتاغون اتصل بحكومة إقليم كردستان، وأبلغها أن تنظيم الاستفتاء لم يكن مناسباً في الوقت الراهن وأن واشنطن تشعر بخيبة أمل، بالتالي عليها التركيز على التعاون مع بغداد وإلحاق الهزيمة بداعش».

في المقابل وجه زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر نداء إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب للاعتراف «بكردستان دولة مستقلة، وعلى العالم أن يحترم نتيجة الاستفتاء».

علق هنا