هل يفعلها الشعب السعودي.. حراك 15سبتمبر يثير جدلاً واسعاً بالمملكة وارتباك وتخبط داخل الديوان الملكي!

بغداد- العراق اليوم:

انتشرت على نطاق واسع جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، الدعوات للتجمع يوم غد 15 من هذا الشهر في السعودية للتعبير عن المعارضة الشعبية للنظام السعودي وسياسيات السلطة، ومن الصعب التنبأ بحجم هذا الحراك على أرض الواقع، رغم أن الدعوات إليه تبدو كبيرة جدا بوسائل التواصل.

قلق وارتباك داخل الديوان الملكي

ويبدو من الظاهر على الساحة السعودية الآن، أن هذا الحراك يمثل مصدر قلق كبير جدا وتخبط للنظام السعودي، لدرجة أن “ابن سلمان” أجبر على إلغاء سفره إلى نيويورك لحضور اجتماعات منظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ72 التي انطلقت اليوم الأربعاء.

هل يفعلها الشعب السعودي غدا؟

ويرى محللون أن مطالب الداعين والمتحمسين للمشاركة في الحراك الشعبي، لا تبدو موحدة ، فهي متفاوتة بين إنهاء حكم الأسرة السعودية للمملكة ، وبين مطالب معيشية تتعلق بالسكن والتوظيف ومستوى المعيشية.

هناك مايصب في مصلحة الحراك ويجعله مفصلا في الحياة السياسية في السعودية وبداية حقيقية لصداع وازن للأسرة الحاكمة . أوله التغييرات التي تحصل داخل السعودية والتي أخذت شكل الصراع العلني داخل أسرة آل سعود وبين إمرائها.

ووفقا للمحللين كان خبر عزل ولي العهد محمد بن نايف ومن ثم وضعه في الإقامة الجبرية خبرا صادما للشارع السعودي كما العربي ، ثم مداهمة قصر الامير  محمد بن فهد في جده واعتقاله بأمر من ولي العهد الجديد محمد بن سلمان ، بينما تحدثت تسريبات عن استعصاء قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز في منصبه بعد تردد أنباء عن محاولات عزله .

انطلاقا من هذا قد يكون نجاح  حراك 15 سبتمبر يصب في مصلحة أجنحة داخل الأسرة السعودية لفرملة طموحات وتصرفات  ولي العهد محمد بن سلمان.

وما يمكن أن يدعم هذا الحراك التعقيدات التي تمر بها السعودية على الصعيد الخارجي.

أسباب انفجار بركان الغضب في المملكة

كان دفع السعودية للرئيس ترامب مبلغ 450 مليار واستقباله بحفاوه مع ابنته محل سخط لدى كثير من السعوديين الذين يلمسون حالة التقشف في معيشتهم بينما تذهب مليارات إلى جيب الرئيس ترامب .

وبعدها جاءت الأزمة مع قطر لتفتح على المملكة حملة إعلامية شرسة، لم تترك خلالها ما هو مستور.

بالتوازي مع كل ذلك تطول حرب اليمن وتكثر التساؤلات عن جدواها ونتائجها على المملكة، وتكثر معها الصور الصادمة لضحايا العدوان من أطفال ونساء وصور الجوع والمرض الذي يفتك بشعب عربي مسلم.

وما بات مؤكدا أن السعودية خسرت حربها في سوريا، ورمت بكل ثقلها في صراعها مع إيران دون نتائج.

كل ما ذكرناه آنفا قد يعطي الحراك الشعبي السعودي المعارض زخما وأسبابا ليكون حراكا مختلفا ومؤثرا.

ويبدو من توجيهات الديوان الملكي للعلماء والمشايخ والشخصيات السياسية البارزة التابعة له، للتنديد بهذا الحراك وتجريمه في محاولة لامتصاص غضب الشعب وإفقاده حماسته، أن النظام السعودي قلق جدا من هذا الحراك ويتخذ كل احتياطه لوأده قبل أن يبدأ.

وكتب الداعية “العريفي” تغريدةً جاء نصّها: “مهما تنوعت ثقافات مجتمعنا وتفاوتت مفاهيمنا إلا أننا يجب أن نتوحد على أهمية حفظ الأمن وتماسك الصف وأن لا نستجيب لدعوات كهذه #حراك_١٥_سبتمبر”.

واستنكر مغرّدون دعوة “العريفي” تلك، مذكّرين إياه بأن الحراك السلمي الذي يحرّض السعوديين على عدم المشاركة فيه، كان قد دعا له شعوب دول عربية أخرى في سوريا وليبيا واليمن.

وعلى خطى “العريفي” ومفتي المملكة وبكبسة “زر” من “ابن سلمان” ومستشاره “دليم”، خرج الشيخين عبدالعزيز الفوزان، أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بالمملكة العربية السعودية، وسعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام  لـ”يجرما ويحرما” المشاركة في مظاهرات غدا بالمملكة ضد آل سعود.

ويقول ناشطو الحراك إن تحركاتهم المرتقبة تهدف إلى “معالجة الفقر والبطالة وأزمة السكن، ورفع الظلم عن المرأة، وتحسين مستوى الخدمات، وإطلاق المعتقلين”.

ويؤكد هؤلاء النشطاء على الحساب نفسه إن “تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد يدفعنا إلى مضاعفة الجهد للحراك القادم، حماية لبلادنا من هذا الطائش الذي يورد بلادنا المهالك”.

وفي سبيل مواجهة الحراك، تشنّ السلطات السعودية حملة اعتقالات ضد شخصيات دينية تُحسَب بغالبيتها على التيار “الإخواني”، وذلك عشية موعد الدعوة للتظاهر والاحتجاج ضد النظام، التي أطلقها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح مراقبون أن توجّه الحكومة بدا محاولة لإفشال أي تحرك معارض عبر صبغه بصبغة “إخوانية” واستباقه بحرب مفتوحة مع “الإخوان”، على وقع الأزمة مع قطر والأنباء عن اقتراب تنازل الملك عن العرش لنجله محمد بن سلمان.

 

 

 

قد يقود هذا الحراك تحولات سياسية داخل المملكة وتقوية الأطراف المناوئة لـ”ابن سلمان”

ويرى عبدالرحمن فهيم الباحث السياسي، أن هذا الحراك قد يقود تحولات سياسية داخل المملكة أو على أقل تقدير تقوية الأطراف المناوئة لولاية عهد محمد بن سلمان وفوق كل ذلك تشهد المملكة انقساما سياسيا داخل الأسرة الحاكمة بعد عزل الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق لصالح ابن عمه محمد بن سلمان، الذي كان ولي ولي العهد في وقت لم تكن هناك أي صورة عن كيفية انتقال الحكم من أبناء المؤسس عبد العزيز آل سعود إلى أحفاده، وهذا الخلاف الذي لم يعد سرا ظهر بقوة في عزاء الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، الذي شهدا غيابا واضحا لمحمد بن نايف في عزاء عمه.

ورجحت تقارير غربية خضوعه للإقامة الجبرية كما غابت صورة محمد بن سلمان في مجلس عمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية السابق؛ الذي يعطي مؤشرا قويا على خلاف حاد حول ولاية عهد محمد بن سلمان وهذا لا يدعم ولايته فضلا عن توليته ملكاً.

وقد انتهج محمد بن سلمان سياسة قمعية داخلية في التعامل مع أزمة قطر بمحاصرة مغردين ودعاة وإعلاميين، وكان أبرزها الكاتب الصحفي جمال خاشقجي المقرب من دوائر الحكم وخاصا مع فشل الحصار في تحقيق أهدافه، ومن المؤكد أن هذا الفشل مع حجم الخسائر بحرب اليمن والتقارب المفاجئ مع إيران ومليشيات شيعية عراقية هز كثيرًا من صورة محمد بن سلمان وقدرته على قيادة المملكة مستقبلا.

كل تلك العوامل تصب في صالح حراك 15 سبتمبر الذي قد تستفيد منه أطراف داخلية في الاسرة الحاكمة، وقد يقود هذا الحراك تحولات سياسية داخل المملكة.

علق هنا