بغداد- العراق اليوم:
اضطرارًا سنلجأ الى تحوير المقولة الشهيرة ( الواقع يسخر من الجميع) الى ان القول ان الواقع يسخر ويفضح كاظم الحمامي الذي يحاول عبر القفز على المشكلة الآنية والكارثة الحقيقية التي تعرض لها حجيجنا في السعودية عبر اصداره سلسلة بيانات مرتبكة مليئة بالاعذار والتهم والشتائم ! فمن يقرأ توضيح الوزارة الذي نشره ( العراق اليوم)، سيصاب بالحيرة جراء التناقض في رد الوزارة التي تدعي فيه ان وسائل الاعلام العراقية التي نقلت مشكلة تكدس الوفود العراقية، مأجورة وهدفها من نشر هذه الاخبار تشويه سمعة الوزارة، لكن هذا البيان ذاته عاد ليؤكد وجود مشكلة كبيرة، ويكشف عن تكدس عشرات الالآف من الحجاج العراقيين، لكنه يلقي المسؤولية على " ڤيز المجاملة". الامر الذي اوقع قارئ البيان في حيص بيص كما يقال، فهل هناك تلفيق للمشكلة من وسائل الاعلام ، أم ان فيز المجاملة هي وراء نوم الحجاج على اراضي مطارات السعودية، بعد ان غادر كل حجيج الدنيا الى اهاليهم سالمين الا حجيجنا الذين وقعوا ضحيةً لفشل وزارة النقل؟ وبدلًا من الاعتذار، راحت الوزارة تكيل التهم للجميع، وكأن ليس من حق احد ان يعترض ويسأل اين هي وزارة النقل
وبالعودة الى البيان الذي اصدرته وزارة الحمامي، فأنها تقول انها تنسق الآن مع سلطات الطيران السعودي لنقل الحجاج العالقين!
يالهُ من انجاز، اذن الوزارة تنسق بعد انتهاء موسم الحج باسبوع لبحث اجراءات نقل حجاجنا، فأي جهود استثنائية تلك التي تبذلها وأي كلمات شكر يمكن ان تقدم لها، وهي تستجيب للكارثة بعد اسبوع وتبدأ بالتنسيق. واذا ما استغرقت مرحلة التنسيق اسبوعًا من عمل الوزارة التكنوقراطية بأمتياز فأن اجراءات النقل قد تستغرق شهراً على هذا المنوال.
ما يحدث الآن، وما تشهده بعثة الحج العراقية لهذا الموسم مهزلة بكل المقايس، ولا يمكن التغاضي عنها، لا سيما ان المقصر (الحمامي ووزارته) لا يريدون الاعتراف بهذا من اجل معالجته قدر ما هو مستمر في تسويق الاكاذيب، واجبارنا على تصديق ان الامور تسير على ما يرام، وان الحجاج عادوا بسلام الى بيوتهم وذويهم. حتى لو ان كاتب هذا التقرير ذاته لا يزال ينتظر وصول اكثر من فرد من عائلته الشخصية، الذين ضاقت بهم المطارات على سعتها، وتقطعت بهم السبل وهم في حالة مزرية. تصوروا ان حاجاً امضى قرابة الشهر من الاجراءات والمناسك تضطره وزارة السيد الحمامي الى المبيت ليال متواصلة في المطارات وكراجات النقل، والبحث عن طريقة تعيده لبلده سالماً.
ان اضطرارنا للرد على بيان الوزارة، هو الانطلاق من مشكلة آنية كما قلنا، ومعاناة قد تنتهي بكوارث اذا ما علمنا ان بعثة حجيج العراق تضم في اغلبها شيوخًا ونساءاً من كبار السن والذين لا يطيقون ظروفًا كتلك التي وضعوا فيها الان . انها مسؤولية جسيمة تلك التي تتحملها الخطوط الجوية العراقية، ووزارة النقل عن هذا الاهمال والفشل، ولا يمكن ان يمر دون ان تحاسب هذه الجهات التي جعلت الحاج العراقي يتمنى ان يكون صومالياً او من جرز القمر مع شديد احترامنا لهذه الدول الاسلامية، التي نجحت في تفويج حجاجها بالوقت المحدد وانهت هذا الملف بسلام رغم فقر ميزانيتها الشديد . فيما كُتب على العراقيين الشقاء والتعب حتى وهم في بيت الله العتيق !
*
اضافة التعليق