بدعم امريكي معارضون قطريون ينفذون 'انقلاباً أبيض' في الدوحة.

بغداد- العراق اليوم:

لندن - كشفت مصادر سياسية في لندن عن اتصالات تجري حاليا لقيام الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بزيارة إلى الولايات المتحدة ضمن جهود متزايدة للخروج بقطر من أزمتها في المنطقة في الوقت الذي قال فيه معارض قطري بارز إن احتمالات “انقلاب أبيض” في الدوحة صارت أقرب من أي وقت مضى.

وأضافت المصادر في تصريح لـ”العرب” من العاصمة لندن أن جهودا تبذل حاليا لترتيب اجتماعات للشيخ عبدالله مع المسؤولين الأميركيين بما في ذلك استقباله في البيت الأبيض.

وقال المعارض القطري خالد الهيل في تصريحات أدلى بها لوكالة أسوشيتد برس الأميركية، إن شرعية نظام الحكم في قطر متآكلة وإن مؤتمرا سيعقد في لندن منتصف الشهر الجاري سيبحث إمكانات حصول تغيير سلمي على رأس السلطة في قطر.

وكان مراقبون قد اعتبروا أن استقبال الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولاحقا من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في طنجة في المغرب بمثابة تعويل الرياض على صوت الحكمة والعقل المتوفرة في شخصيات قطرية وازنة تحظى باحترام القطريين أنفسهم كبديل عن نمط الحكم الممارس في قطر منذ 1995.

وفيما اعتبرت مراجع خليجية مراقبة أن الخليجيين والقطريين جادون في الدفع إلى تشجيع نقاش مسألة مستقبل الحكم والحاكم في الدوحة، فإن نقاشا قطريا-قطريا يعتبر أن أمر التغيير بات مطلوبا لما فيه مصلحة القطريين ومصلحة قطر مع محيطها الخليجي.

وترصد مصادر غربية أن النزاع الحالي مع قطر وفّر الفرصة لجدل قطري-قطري كان مكتوما لبحث سبل إدارة قطر من قبل شخصيات أخرى تتفهم واقع قطر كما واقع البلد داخل العائلة الخليجية.

واعتبرت هذه المصادر أن المؤتمر الذي من المقرر أن ينظم لبحث الأزمة القطرية في لندن يندرج في صلب هذا النقاش، لا سيما أن هذا الخيار لم يكن واردا قبل هذا الوقت.

ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر في الرابع عشر من سبتمبر الجاري في العاصمة البريطانية ويشارك فيه عدد كبير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية من مختلف الأطياف، والمهتمون بشؤون المنطقة من أكاديميين وإعلاميين، علاوة على عدد من الشخصيات القطرية المعارضة.

لكن مراقبين يرون أنه بغض النظر عن أجندة هذا المؤتمر وطموحات المشاركين فيه، فإنها تقارب سيناريوهات صارت جدية وصريحة لتغيير نظام الحكم في قطر.

وينفي الهيل وجود دعم شعبي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدا أن الأمر لا يعدو كونه حالة خوف تعتري الناس من ممارسات أجهزة الأمن ضد أي صوت معارض.

ويضيف الهيل “حاولت شخصيا أن أرفع صوتي في قطر وانتهى بي الأمر في السجن”. وأكد أن الناس خائفون في قطر وأن على من يريد أن يسأل ماذا يجري في قطر التوجه “إلى القطريين الذين يعيشون في المنفى، وهم على الأقل أحرار في التحدث”.

وتكشف مصادر دبلوماسية خليجية أن البحث في مسألة تغيير نظام الحكم في قطر بات جديا داخل الأروقة الدولية.

وتقول المعلومات إن الزيارات التي قام بها وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة إلى المنطقة أقنعت عواصم القرار التي تملك مصالح حيوية مباشرة مع كافة دول مجلس التعاون الخليجي، أن “الحالة القطرية” باتت تشكل خطرا على أمن المنطقة الاستراتيجي، وأن الدول المعنية لن تسمح بأي تهاون يمس التوازن الاستراتيجي الدولي الذي تمثله حالة الانسجام التي كانت قائمة داخل المجلس.

وترى مصادر مطلعة أن المجتمع الدولي بات مجمعا على أن العلّة تكمن في الدوحة وأن العواصم الدولية لم تعد بوارد ممارسة أي ضغوط من شأنها إيجاد تسوية بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، خصوصا أن أجهزة الأمن الغربية حذرت في تقارير عديدة خلال السنوات الأخيرة من الدور الخطير الذي تلعبه قطر في مسائل تمويل ودعم الجماعات الجهادية في العالم.

وارتفعت أصوات منابر قطرية معارضة للمطالبة بتغيير طبيعة النظام الحالي محملة الفريق الحاكم الحالي مسؤولية المأزق الذي وصلت إليه قطر داخل الدوائر الخليجية والإقليمية والدولية.

علق هنا