أحمد ياسين اللاعب الذي فضل الفوز بمقعد متميز في الطائرة على الفوز باللعب مع منتخب بلاده

بغداد- العراق اليوم:

يرى خبراء ورياضيون ولاعبو كرة قدم سابقون، ان مسألة انضباط لاعبي الكرة في الملعب وخارج الملعب اهم واولى من مسألة المهارات التي يتمتع بها اي لاعب، فالأخيرة ان تكتسب او تطور بالصقل والتدريب المكثف والخبرة من خلال الاحتكاك مع المهاريين من اللاعبين، الا ان فقدان اي لاعب لعنصر الانضباط، وعدم احترامه لقوانين اللعبة التي يمارسها ستعني نهايته اولاً، وانهيار اي فريق يفتقر لاعبوه لعنصر الالتزام واحترام اوامر وقرارات المدرب وفريق القيادة.

 

تحت هذه القاعدة فأن اكبر الفرق الكروية العالمية، واعرق الاندية والمنتخبات، تعمم شعار الانضباط الرياضي كخط مقدس لا تسمح لأي لاعب مهما كان موهوباً ان يجتازه، او يتعدى حدوده المرسومة له. من هنا نفهم قرار المدرب القدير باسم قاسم الذي يشرف على تدريب منتخبنا الوطني القاضي بابعاد اللاعب احمد ياسين عن صفوف المنتخب، والذي ايده الاتحاد العراقي لكرة القدم وقرر المصادقة على القرار فوراً احتراماً لارادة المدرب، وحفاظاً على عنصر الضبط في صفوف المنتخب.

 

ولكن مالسبب الذي دفع بالمدرب باسم قاسم الى انهاء خدمات ياسين؟

 

طبعاً الوسط الرياضي يعرف السبب، ولكن لغير المتابعين نقول ان احمد ياسين اللاعب الشاب رفض الالتحاق بالمنتخب الوطني الذي غادر الى تايلند لخوض مبارياته في المونديال، والسبب ان الأتحاد العراقي لكرة القدم لم يحجز له تذكرة في مقاعد (الفيرست كلاس ) على متن الطائرة القادمة به،  إنما حجز له مقعداً في صفوف الدرجة السياحية، وهو ما معمول به في لوائح اللجنة الأولمبية، التي تتعامل بها جميع الإتحادات الرياضية في العراق، وأن أي خروج عن هذه اللوائح يعتبر مخالفة قانونية ومالية بحاسب عليها الإتحاد المخالف!!

 

ورغم هذا التوضيح الصادر من الاتحاد والمدرب، إلا ان اللاعب احمد ياسين رفض المغادرة مع المنتخب بغير الجلوس على مقعد مخصص لرجال الاعمال اسوة باللاعب المحترف جستن ميرام، الامر الذي اثار غضب وحنق ادارة المنتخب من هذا التصرف غير المنضبط.

 

ولأن المدرب باسم قاسم معروف في الاوساط الكروية العراقية بقوة الضبط والحزم الاداري فقد قرر الاستغناء عن خدمات ياسين، الذي يتحجج للابتعاد عن صفوف الوطني لاسباب واهية.

 

لكن الغربب في الامر ان يقفز وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان فوق خصوصية المدرب والإتحاد، ويجري اتصالاً باللاعب المعاقب، ويعرض عليه بطاقة حجز مقعد لرجال الاعمال، في قرار لا يأتي الا ضمن التنافس غير المبرر مع اتحاد كرة القدم، وكذلك للتسويق الدعائي والانتخابي القادم.

 

فعبطان بحسب عضو الاتحاد كامل زغير، يعرف تماماً الازمة المالية التي يعانيها الاتحاد، وانه اضطر الى حجز مقاعد سياحية للاعبيه بسببها، كما ان عبطان لم يتصل بالاتحاد لمعرفة ملابسات الابعاد الذي اتخذه المدرب وصادقه الاتحاد.

 

السؤال الاهم في تداعيات هذا الملف، هو كيف يسمح عبطان او اي مسؤول سياسي لنفسه التشجيع على الخطأ، والسماح للتمرد على الادارات والمؤسسات من قبل افرادها، ولمصلحة من يشجع المخطئ، ويزيده عناداً وتمرداً.

 

ان دخول المناكفات السياسية الى اروقة كرة القدم من شأنها افساد اللعبة، وتدمير المنتخب الوطني الذي يريد وزير الشباب وغيره تقسيمه الى تكتلات وجهات، وهو توجه يضر بالعراق ومنتخبه، فهل يعقل هذا من مؤسسة يفترض انها داعمة بقوة القرار الرياضي ونفاذه؟

 

اما احمد ياسين، اللاعب الذي تخلى عن شرف تمثيل بلاده في اكبر البطولات الكروية، من اجل نيل (شرف) مقعد وجاهي في طائرة، كان يريد ان يستعرض من خلاله عضلاته الفاشوشية، لكنه فوجئ بالرد المناسب الذي تلقاه مثل صفعة انضباطية تقويمية، تسقط غروره وطيشه، ويقيناً انه سيتذكرها دائماً، بل وستكون درساً له ولغيره.

علق هنا