بغداد- العراق اليوم:
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست Washington Post" الامريكية إن قضاء تلعفر أصبح تحت سيطرة القوات الامنية العراقية بالكامل ، واصفةً تحرير هذا المعقل الاستراتيجي المهم وإبادة الوجود الداعشي فيه بعد أقل من ثمانية أيام من بدء العملية العسكرية بأنه "فاق كل التوقعات".
وقالت الصحيفة في تقرير إن العملية العسكرية التي قادتها القوات الامنية العراقية بكافة تشكيلاتها أظهرت تناقص قدرات تنظيم داعش الارهابي في العراق بعد شهر من فقدانه لمعقله الرئيسي وعاصمة خلافته المزعومة في مدينة الموصل ، فيما أظهرت على الجانب الاخر تنامي الخبرة القتالية للقوات الامنية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب على الجماعات الارهابية ، مضيفة في سياق التقرير نقلاً عن قادة عسكريين عراقيين كبار دعوتهم الى تسريع وتيرة القتال وإدامة زخم الانتصار من خلال المباشرة بعملية تحرير اخر معاقل داعش داخل العراق في قضائي الحويجة والقائم في الوقت نفسه ، بعد أن تم ما وصفوه بـ "كسر ظهر العدو" وفقدان إرهابيي داعش للرغبة بالقتال في ظل معنويات منهارة تماماً ".
وأضافت الصحيفة الامريكية " إن قضاء تلعفر الذي وصفته بـ "البلدة الصحراوية المتربة" لم يكن كسابقيه من المعاقل الرئيسية لداعش مثل مدينتي الموصل والفلوجة ، اللتان كانتا تمثلان مراكزَ إدارية تضم أيضاً عوائل عناصر داعش الاجرامي وقادته البارزين ، وإنما كان أقرب ما يكون الى القاعدة العسكرية للتنظيم الارهابي ، من خلال تحويل أغلب منازل القضاء الى معامل لتفخيخ العجلات المدرعة وتصنيع العبوات الناسفة ، فيما تم تحويل البعض الاخر الى مخازن للمعدات والتجهيزات العسكرية ، مشيرةً في الوقت ذاته الى عدم إكتمال صنع العديد مما وصفته بـ "أدوات الموت" نتيجةً للنقص الحاد في المواد الاولية بسبب الحصار المفروض على حدود القضاء منذ شهر تشرين الثاني من العام الماضي على يد قوات الحشد الشعبي ".
ووصفت صحيفة "واشنطن بوست Washington Post" في ختام التقرير ، الانهيار السريع للإرهابيين في قضاء تلعفر بـ "غير المتوقع" ، نتيجةً للمكانة الفريدة التي يحتلها هذا القضاء في التسلسل الهرمي لتنظيم داعش الارهابي ، بإعتباره الموطن السابق لأبرز الشخصيات القيادية في التنظيم الارهابي بما فيهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ونوابه ، ناهيك عن موقعه الاستراتيجي الذي لا يبعد سوى 40 ميلا عن الحدود مع سوريا مما جعل منه الممر الأبرز للتمويل والدعم وحتى الهروب اذا دعت الحاجة.
*
اضافة التعليق