أمريكا: وقف التهديد القطري أهم من وحدة الخليج

بغداد- العراق اليوم:

أكد تقرير مطول نشره موقع “ناشيونال ريفيو” أن الخلاف مع قطر يهدد بإنهاء مجلس التعاون الخليجي الذي يعد منارة نسبية للاستقرار في المنطقة المضطربة التي تتضارب فيها عدة مصالح أمريكية حيوية.

ونوه التقرير إلى أنه بالنظر إلى تأثير المخاطر العالية وحرب وسائل الإعلام الجارية، فإنه ليس من المستغرب أن يحرص البعض على الالتفاف وتوجيه إصبع الاتهام للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وأماكن أخرى باعتبارها سببا لعدم الاستقرار في المنطقة. ولكن بعد عقدين تقريبًا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعد هذه الحجج قديمة. ومن بين دول مجلس التعاون الخليجي اليوم فإنه لا يختلف اثنان على أن يدي قطر هما الأكثر اتساخًا عندما يتعلق الأمر بتشجيع الحركات الإسلامية المتعددة والأعمال التخريبية ضد الحكومات الإقليمية.

 

والتساؤل الأول الذي طرح عندما اندلعت الأزمة مع قطر هو ما إذا كان التهديد من إيران كافيًا للحفاظ على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي.

 

وكان الحفاظ على جبهة موحدة ضد النظام التوسعي في طهران هو الدافع وراء حجج أولئك الذين فضلوا إنهاء الأزمة والانتقال إلى قضايا أخرى.

 

ولكن سواء أعجبك أم لا فإن الأغلبية الحاكمة في الشرق الأوسط ترى بوضوح أن سلوك قطر التخريبي يعد تهديدًا أكبر على المدى القصير من داعش أو إيران.

 

ولذلك سيكون إقناع معظم الحلفاء الإقليميين لأمريكا بأن مصالحهم ليست كما يقولون هو هدر للوقت والجهد.

 

ويمضي تقرير الموقع بالقول: إن قائمة جوانب الإشكال طويلة، فالدعم المالي والسياسي الذي تقدمه قطر لمجموعة واسعة من الحركات الإسلامية المسلحة لا مثيل له في المنطقة، وامتاز دعمهم في السنوات الأخيرة بكونه واضحًا وجريئاً. وتدعم قطر الغنية بالنفط من خلال عائلة آل ثاني الحاكمة والممولين القطريين الأثرياء تنظيمات القاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين، وحركة طالبان، وحماس، وغيرها من التنظيمات الإسلامية السنية. وفي الوقت نفسه، يواصلون استخدام شبكة الجزيرة المدعومة من الدولة كمنبر عالمي للترويج للبروباغندا الإسلامية الأكثر تطرفًا، ونشر الكراهية، وإثارة عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

 

وأدى هذا الدعم إلى تقويض وإرهاق جيران قطر، وتسميم عقول الجيل القادم من الشباب العربي، كما يمنع أي اعتدال فلسطيني، وعلاوة على ذلك هو يعمل على تغذية البدائل الإسلامية المتطرفة فقط لتحل محل تنظيم داعش  بمجرد هزيمتها على ساحة المعركة.

 

ويرى التقرير أن قطر تضعف بذلك الأساس الرئيسي “للمصالح المشتركة” بين الولايات المتحدة والبلدان ال 55 ذات الأغلبية المسلمة التي تطرق لها الرئيس ترامب في خطابه في المملكة العربية السعودية في أيار/ مايو. وتخلق علاقات قطر مع إيران عقبات أمام الجهود الأميركية لرد النفوذ الإيراني، والتحقق من العدوان الإقليمي للملالي، ومنعهم من امتلاك أسلحة نووية.

 

ويختم التقرير بالقول، إن الأزمة مع قطر تتيح للرئيس ترامب فرصة للضغط من أجل إجراء تغييرات على غرار ما ناقشه في الرياض في أيار/ مايو. أما المطلوب فهو إرسال رسائل متسقة ضمن الإدارة الأمريكية بأكملها والاعتراف بأن بقاء الأعمال المعتادة على حالها لن يكون كافياً في الشرق الأوسط لفترة أطول.

علق هنا