بغداد- العراق اليوم:
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا للصحافي ديفيد تشارتر من برلين، يكشف فيه عن طريقة وصول الجهادية الألمانية ليندا وينزل إلى مدينة الموصل في العراق.
ويكشف التقرير، إلى أنه تم تجنيد تلميذة المدرسة البالغة من العمر 16 عاما من متخصص في عمليات التجنيد التابعة لتنظيم الدولة، يستهدف البنات الضعيفات.
ويذكر تشارتر أن ليندا، التي تعيش قرب دريسدن، أخبرت أهلها في تموز/ يوليو الماضي، أنها ستقضي عطلة نهاية الأسبوع مع صديقتها، وبدلا من ذلك سافرت بالطائرة من فرانكفورت إلى إسطنبول، قبل أن تدخل إلى سوريا ومنها إلى العراق، مشيرا إلى أنه تم القبض عليها مع أربعة ألمان آخرين كانوا مختبئين في الأنفاق تحت المدينة القديمة، بحسب تقارير الشرطة العراقية، التي قالت إنها دُربت لتكون قناصة في تنظيم الدولة.
وتشير الصحيفة إلى أنه يعتقد أن ليندا وقعت في حب شخص مرتبط بتنظيم داعش الارهابي على الإنترنت، وهو الذي رتب رحلتها الطويلة من فرانكفورت إلى الموصل، فبعد وصولها إلى سوريا تم تسليمها إلى تنظيم الدولة، وأعطيت اسم “أم مريم”، وأخذت إلى الموصل كـ”عروس جهادية”، وقبل فترة من بداية المعركة لاستعادة مدينة الموصل.
وينقل التقرير عن والدتها كاثرينا وينزل، قولها: “أشعر بالانهيار من الطريقة التي تم فيها غسل فيها دماغها، وأقنعت بترك البلاد من شخص، واستطاعت إخفاء الأمر عني”، حيث عندما فتشت وينزل غرفة ابنتها العام الماضي عثرت على سجادة صلاة وحساب آخر على “فيسبوك” لم تعرف عنه، لافتا إلى أن ليندا كانت على اتصال مع أشخاص في الشرق الأوسط، وتلقت رسائل مثل: “صلي، النهاية قادمة”.
ويلفت الكاتب إلى أن ليندا، التي كان عمرها 15 عاما عندما هربت، تعد واحدة من 50 فتاة ألمانية قاصرات ذهبن إلى سوريا والعراق، إما بمفردهن أو بمرافقة كبار، مشيرا إلى أن عدد المقاتلين الألمان الذين انضموا للتنظيم يبلغ 930 شخصا.
وتورد الصحيفة أن مجلة “بيلد” الألمانية قالت إن جماعة أحرار الشام السورية اعتقلت فتاة ألمانية عند معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا في آب/ أغسطس العام الماضي، وقالت المجموعة إن اسمها ليندا دبليو، ومنحت كنية أم مريم قبل تسليمها إلى مجموعة أخرى، وهي جند الأقصى.
وينوه التقرير إلى أن ليندا كانت طالبة واعدة، حيث نشأت في بلدة غروسنيهن، القريبة من دريسدن مع والدتها كاثرينا ووالدها رينر، ويقول الأصدقاء إنها بدأت بالعزلة بعد انفصال والديها، وعاشت مع والدتها وزوج والدتها توماس في البلدة القريبة بولسنيتز.
وينقل شارتر عن الجارة أنغيلا إهربنبرغ، قولها عن ليندا: “أصبحت هادئة جدا وطفلة حساسة، وكانت تعيش حالة من الوحدة التي لم أستطع فهمها”، لافتا إلى أن ليندا نشأت مسيحية بروتستانتية، وترددت على الكنيسة في ويتسن عام 2015، وقالت عنها القسيسة ماريا غرونر: “كانت فتاة هادئة، لكنها لم تكن تريد المشاركة في الكنيسة”.
وتفيد الصحيفة بأنه يعتقد أن ليندا اتصلت مع داعية مسلم في هامبورغ، وبدأت سرا بتعلم اللغة العربية، وقالت والدتها إنها قدمت لها نسخة من القرآن الكريم عندما عبرت ابنتها عن اهتمام بالإسلام، لكنها لم تعلم أن تصرفها سيدفعها إلى ما وصلت إليه، كما أخبرت محطة “آر تي أل” الألمانية.
وبحسب التقرير، فإن ليندا كانت تصوم رمضان، لكنها أخبرت والدتها أنها كانت تخضع لحمية عن الطعام، منوها إلى أنها بدأت ترتدي لباسا محتشما وثقيلا حتى في أيام الصيف، وخضعت للتحقيق للاشتباه بوجود علاقات مع المتشددين في ولاية ساكسونيا.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أنه قبل ستة أشهر من اختفاء ليندا، كانت تسافر بالقطار وحدها، وسرقت بطاقة الائتمان التابعة لوالدتها، واشترت بطاقة سفر إلى إسطنبول، وفي الأول من تموز/ يوليو، قالت لوالدتها إنها ستقضي عطلة نهاية الأسبوع مع صديقتها كارولين، وستعود الأحد، لكنها لم ترجع
*
اضافة التعليق