بغداد- العراق اليوم:
يحتفل الموصليون بطرد داعش، ويرفعون الأعلام العراقية ويطلقون العنان لأبواق سياراتهم منذ اعلان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، "نهاية دويلة داعش" في بلاده. ويشارك العراق كله في هذا الانجاز فعمت الاحتفالات شوارع بغداد وأطلقت ألعاب نارية في مدينة البصرة الجنوبية.
ولكن أماندا إريكسون كتبت في صحيفة "واشنطن بوست"، أن القصة لا تبدو كذلك على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، وتحديداً على صفحات موالية لداعش. فمنذ خسر التنظيم الموصل يعمل، بحسب المحللة في شؤون مكافحة الإرهاب ريتا كاتز والمشاركة في تأسيس معهد البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية (سايت) المجموعة الإستخباراتية، على مواجهة "السردية القائمة على الهزيمة التدريجية من خلال وصفه وضعه الحالي بالبطولي".
وأشارت إلى بيان صدر في 10 تموز، جاء فيه إن "جنود الخلافة يستمرون في تسجيل الملاحم حتى تحقيق إحدى الغايتين، النصر أو الشهادة". ووصف داعش خسارة الموصل بأنها خسارة لكل المسلمين في مواجهة الشيعة و"الإئتلاف الصليبي".
ورأت كاتز أن "وصف الأشياء بهذه الطريقة ليس فقط محاولة لإنقاذ ماء الوجه وسط خسارة أساسية رمزية، وإنما للبناء على التطورات بطريقة تشحذ قاعدة التنظيم". وربما الأكثر حسماً، هو أن داعش يجادل بأن خسارة الموصل ليست سوى نكسة صغيرة في حرب أكبر، تلك التي يشنها عناصر التنظيم في الغرب.
ونقلت الكاتبة عن محمد بزي، أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك ورئيس مكتب الشرق الأوسط في "نيوزداي"، أنه على رغم أن داعش هو تقنياً بلا دولة "لا تزال لديه إمكانات لاستقطاب المجندين وتأمين السلاح، وجمع المساعدات عبر السرقة والابتزاز، وارسال المتعاطفين معه لتنفيذ هجمات في الخارج...هؤلاء المجندون سيواصلون التخطيط وتنفيذ هجمات على نطاق واسع لحسابهم".
ويضيف بزي أنه "على رغم الطبيعة المبتدئة لبعض المحاولات الأخيرة، فإن كوادر المتشددين الذين تدربوا وقاتلوا مع داعش في العراق وسوريا قد عادوا إلى أوروبا وهم قادرون الآن على تدريب ونشر التشدد بين آخرين".
وهذا يعني أنه من المحتمل وقوع مزيد من الهجمات على غرار أعمال العنف التي وقعت في لندن، حيث روّع شخص أو اثنان مدينة باستخدام أسلحة بسيطة.
*
اضافة التعليق