بغداد- العراق اليوم:
على الرغم من التقدُّم العلميّ المذهل الذي شهده العالم فى السنوات الأخيرة، فإن العلماء ما زالوا حائرين أمام عدد من التساؤلات، قد يطرحها أطفال بعمر الـ5 سنوات، كالأحلام والموت وأصل الحياة.
نسج العلم لتلك الظواهر بعض الفرضيات التي نستعرضها معاً فيما يلي، لكنه لم يصل لتفسيرٍ قاطعٍ لها حتى الساعة، وما زال البحث مستمراً.
1- لماذا نحلم في أثناء النوم؟
يعد هذا السؤال من أسئلة العلوم السلوكية الأكثر إبهاماً، وفي الغالب نحن نحلم خلال حركة العين السريعة من دورة النوم (REM).
ذهب بعض العلماء إلى الاعتقاد بوجود علاقة قوية بين النوم والذاكرة، مؤكدين أن الأحلام عملية بيولوجية لتقوية الذاكرة على المدى البعيد، تعمل على تعزيز الآثار العصبيّة للأحداث الجديدة؛ لدمجها مع الذكريات القديمة والمعلومات المخزنة مسبقاً.
قد تكون أيضاً وسيلة يستخدمها اللاوعي لكشف التحديات الصعبة، ويمكن أيضاً أن تكون وسيلة تحمي العقل من التهديدات والأخطار، أو حتى منفساً لإجهاد الحياة اليومية.
2- ماذا يحدث بعد الموت؟
شكلت مرحلة ما بعد الموت تساؤل البشرية المبهم منذ قديم الأزل، يتضح ذلك في انتشار أسئلة مثل: هل سيختفي وعينا بمجرد موت أجسادنا؟ أم أن أرواحنا ستُبعث من جديد فى شكلٍ آخر؟ والسؤال الأهم: ما هي الروح أصلاً؟
يعي العلماء تماماً ماذا يحدث للجسد البشري من تغيرات لحظة الموت، لكنهم يجهلون ما يحدث بعد توقف أجهزة الجسم تماماً عن العمل.
واكتشفت دراسة طبية مؤخراً، أن بعض الوعي قد يستمر حتى توقف الدماغ تماماً وهو ما قوبل بالجدل، لكن العلماء فى جامعة "ساوثهامبتون" البريطانية قضوا 4 سنوات فى فحص أكثر من 2000 شخص تعرضوا للسكتات القلبية فى 15 مستشفى بأميركا والنمسا وبريطانيا.
وكانت النتيجة أن نحو 40% من الناجين من الموت السريري أكدوا رؤيتهم ومضةً ذهبيةً، وشعورهم بالانفصال عن أجسادهم بالفعل، وآخرون انتابتهم مشاعر الإحساس بالغرق.
أرجعت تلك التجارب ما حدث مع هؤلاء المرضى؛ إما إلى نقص الأكسجين وإما إلى تقلبات بيوكيميائية، وغالباً ما تتمثل الأعراض المتعلقة بالوفاة القصيرة في الهلوسة والأوهام.
3- كيف بدأ الخلق؟
توجد العديد من النظريات عن أصل الحياة، ولكن نظراً إلى صعوبة إثباتها أو دحضها، لا توجد نظرية علمية مقبولة تماماً. فهناك نظرية "داروين" التي تُشرك جميع الأحياء فى أصل واحد، بينما تشك بعض النظريات الأخرى في بداية الحياة على الأرض كنظرية "التبذر الشامل" أو "البانسبيرميا"، التي تفترض أن الحياة بدأت في قلب مذنَّب أو كويكب سقط على كوكبنا.
يعتقد الكثير من العلماء أن الحياة هي تطور طبيعي للكواكب التي تحتوي على المكونات اللازمة لنشأة الحياة، مثل الكربون والهيدروجين والأكسجين وغيرها من اللبنات الأساسية. ويعج كوكبنا بعدد لا يحصى من النبات والكائنات الحية الأخرى، وكل عنصر منها يجاهد للبقاء على قيد الحياة.
ولكن، كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض في المقام الأول؟ أو كيف تحولت كتلة من الخلايا الخاملة إلى كائن حي متكامل وأحياناً مفكر؟َ الجواب حتى الآن في رهن البحث والتأمل.
4- هل السفر عبر الزمن ممكن؟
في ضوء نظرية النسبية الخاصة بألبرت أينشتاين، يعتبر المكان والزمان هما جوانب "الزمكان"، وهناك حدٌّ لسرعة أي شيء يسافر عبر "الزمكان"، هو 300 ألف كيلومتر في الثانية، أي سرعة الضوء بالفراغ.
لكنّ هناك شيئاً مفاجئاً يحدث عندما تتحرك في "الزمكان"، وخصوصاً عندما تكون سرعتك بالنسبة للكائنات الأخرى قريبة من سرعة الضوء، حينها يكون الوقت أبطأ بالنسبة لك مقارنة بمن تركتهم وراءك، ولن تلحظ هذا التأثير حتى تعود إلى النقطة التي تحركت منها.
الحل الوحيد المقترح هو الثقوب، والجسور التي تساعد الناس على التحرك خلال الزمان والمكان، فإذا كنت قد اخترقت ذلك بسرعة الضوء، فهل يمكن أن ينتهى بك الحال على الجانب الآخر من المجرة في مكان وزمان مختلفين؟
لا شيء يمكن أن يتخطى سرعة الضوء، ولكن حتى لو استطعنا فقد تتمزق أجسادنا إرباً. وتبقى نظرية اختراق شقوق الكون للتنقل عبر الوقت نظرية أقرب إلى الخيال منها للواقع.
أما بالنسبة للسفر إلى الماضي، فالفيزياء لا تسمح بذلك؛ لأنه لا يوجد شيء على الإطلاق يشير إلى أن الوقت يتحرك في أي اتجاه آخر غير الأمام.
5- هل الكون لا نهائي حقاً؟
"نفترض" أن الكون لا نهائي لأنه يجعل الرياضيات أسهل؛ لأننا لو افترضنا أن الكون محدود يحتم علينا ذلك إنشاء نظرية حول ما يحدث عند حافة الكون، لذلك لا نستطيع أن نفعل ذلك؛ لأننا لا نرى حافة؛ فمن الممكن أنه ليس لا نهائياً، ولكن عظم حجمه يوصلنا للاستنتاجات نفسها، وعند النظر في ليلة مظلمة ورؤية النجوم التي لا تُحصى في أنحاء السماء، من السهل تخيل لا نهائية الكون.
أحد الأفكار السائدة المتعلقة بهذا التساؤل هو أن الانفجار الكبير (بيغ بانغ) يسبب توسع الكون باستمرار أسرع من سرعة الضوء، ولأننا لا نستطيع أن نرى ما وراء سرعة الضوء حتى الآن، فلن نعرف حقاً ما إذا كان هناك حافة للكون أم لا.
6- من أين ينشأ وعينا وإدراكنا؟
من المؤكد أن لدينا وعياً بمحيطنا وأيضاً بأنفسنا، فعقولنا تتعامل مع محادثاتنا الداخلية والأسئلة حول من نحن وما هدفنا في الحياة. ويعتبر البشر هم المخلوقات الوحيدة التى تمتلك هذا النوع من الوعي النشط، لكن ليس لدينا أي فكرة من أين يأتي هذا الوعي، ففي الواقع نحن نعامل الناس بهذا الشكل؛ لأنهم يبدون واعين بالنسبة لنا، وذلك نتاج كل من نظمنا الإدراكية المتطورة وثقافاتنا.
ويمكن وصف أدمغتنا بأنها أجهزة الإدارة المركزية من أجسادنا، والمسيطرة على الوظائف البيولوجية والتفكير.
لكن هناك أمر لم يُفسر، وهو: كيف يمكن للحالة المادية خلق حالة غير مادية مثل الوعي المجرد؟ في الحقيقة، ينشأ الوعي نتيجة لحضور العقل البشري، إلا أن الأجوبة الأساسية حول التوقيت الدقيق وموقع الأحداث العصبية التي تسمح بالوصول الواعي إلى المعلومات- ليست محددة بوضوح.
يتجه العلماء نحو الأصول البيولوجية، وهم يرون الوعي كمجموعة من العمليات البيولوجية التي تُبنى نحو تفكير أكثر تعقيداً ينتهي إلى الوعي الذاتي، وقد قرر العلماء أن الحيوانات لها نوع مختلف من الإدراك.
7- هل هناك أحياء آخرون في هذا الكون؟
يقول باحثون إنه لا يوجد تقريباً أي وسيلة لمعرفة ذلك؛ لأن الأرض هي المقر الوحيد الذي نعرفه للحياة، فقد يكون هناك ما يصل إلى 40 مليار كوكب صالحة للسكن فقط في مجرتنا، إلا أن هناك بعض المتطلبات الضرورية للحياة، فالكوكب لا يحتاج إلى المزيج المناسب من العناصر والظروف فحسب، وإنما يجب أن يكون هناك شيء ما يثير نشأة المخلوقات الحية.
نعلم أن الماء والغازات والعناصر المماثلة موجودة على العديد من الكواكب الأخرى، لذلك إذا استمر البحث، فقد يتوصل العلماء إلى بعض الأدلة مثل بقايا متحجرة أو بكتيريا صغيرة، تزيد احتمال وجود نوع آخر من الكائنات يتطلع مثلنا إلى السماء ويفكر في الجيران المحتملين بهذا الكون الشاسع.
*
اضافة التعليق