بغداد- العراق اليوم:
ذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، ان مصير المئات من جنود قاعدة "سبايكر" مازال مجهولا منذ العام 2014، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية لم تتمكن من معرفة مصير أكثر من 1700 منهم.
وبحسب بيان للمرصد فقد تمكنت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة من التعرف على 350 جثة فقط من قتلى قاعدة "سبايكر" وسلمتها إلى ذويهم، في الوقت الذي تنتظر فيه مئات العائلات معرفة مصير أبنائها الذين خطفوا وقتل بعضهم على يد تنظيم داعش بعد يومين من سيطرته على مدينة الموصل في العاشر من حزيران عام 2014.
ويشير البيان إلى رجل من مدينة الناصرية، يدعى "كاظم خلف" جاء الى العاصمة بغداد ليستفسر من وزارة الدفاع عن ابنه الذي التحق بفوج الحماية النفطي، لكنه عاد بخيبة جديدة ولم يعد يعرف شيئا عنه بعد مغادرته المنزل للإلتحاق بزملائه العسكريين، حيث تم إبلاغه ان ابنه انضم لاحقا إلى إحدى فرق الجيش العراقي في قاعدة سبايكر.
فيما قال، نصار لعيبي، وهو شقيق إثنين من ضحايا سبايكر خلال مقابلة مع المرصد، إن "بعض العائلات حصلت على رفاة أبنائها والقسم الأكبر لم يتمكنوا من ذلك بعد مرور ثلاث سنوات على المجزرة"، لافتا إلى أنه قام يوم أمس الأحد، بزيارة مكان المجزرة في صلاح الدين ووجد عظام جثث كثيرة لكن الحكومة ترفض التقرب منها لأنها لم تفرزها حتى اللحظة.
وأضاف المرصد أن ذوي ضحايا سبايكر طالبوا الحكومة بنقل العظام الى الطب العدلي لإجراء فحوصات DNA ، لكنها تحججت بعدم توفر التخصيصات المالية لذلك، مبينا أن هناك تجاهلا واضحا من قبل الحكومة العراقية تجاه عوائل مجزرة سبايكر التي وقعت بمحافظة صلاح الدين في 12 حزيران 2014 وراح ضحيتها 1700 ضحية بحسب ما نقلته وسائل الإعلام.
وأكد المرصد إن "هناك ضعفا واضحا في عمل الحكومة في الكشف عن رفاة الضحايا وتعويض عوائلهم للتخفيف عن معاناتهم"، مشيرا إلى أن "الأرقام المعلنة عن وجود 1700 ضحية من جنود سبايكر ليست صحيحة، فالرقم تجاوز الـ2050 ضحية بحسب السجلات الحكومية، ولم يتم التعرف إلا على 350 جثة منهم، أما البقية فلا أحد يعرف مصيرهم حتى الآن".".
وطالب المرصد في نهاية بيانه، الحكومة المركزية بإنهاء ملف الضحايا وتسليم رفاتهم الى ذويهم وتعويض عوائلهم للتخفيف عن معاناتهم والكشف عن الجناة لهم وتقديم القيادات العسكرية المتورطة إلى محاكمات عادلة، موضحا ان "مجزرة سبايكر" ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.
والمعروف أن "مجزرة سبايكر" جرت بعد أسر داعش ما بين 2000 إلى 2200 من طلاب القوة الجوية العراقية في قاعدة سبايكر الجوية يوم 12 حزيران 2014م، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، حيث قادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعضا منهم وهم أحياء.
*
اضافة التعليق