أيها العراقيون شاهدوا قناة الجزيرة، فقد اصبحت معكم !

بغداد- العراق اليوم:

سنوات طوال وقناة الجزيرة تقف في الصدارة، وتتقدم صفوف الإعلام القومجي - الاسلاموي، المعادي للعراق وشعبه، سنوات والجزيرة تحمل راية العداء للتجربة الذيمقراطية في العراق، وتبحث عن كل شاردة او واردة او سقطة تتحينها، فأن لم يك، فالجزيرة تخترع، تختلق تفبرك، تصطاد بالماء العكر، وكل هذا لأن سياسة ال ثاني حكام قطر ، كانت ضد التجربة العراقية وبدوافع طائفية محضة، او محاكاة للعاطفة الخليجية المعادية لعراق بعد ٢٠٠٣  باستثناء الكويت لربما، والسبب واضح.

١٤ عاماً مضت والجزيرة، تواصل ليلها بنهارها، ببث اطنان من الاكاذيب والتلفيقات والافتراءات على العراق والعراقيين، مستخدمةً في حربها الشعواء، قاموساً تحريضياً خاصاً بالعراق، فيه من المصطلحات ما يشيب له الرضعان، فقتل العراقيين مثلآ، يعتبر بنظر الجزيرة مقاومة، وقاطعو الرؤوس مجاهدون، ومفجرو السيارات المفخخة في الاسواق، تراهم الجزيرة  جماعات مسلحة فحسب، بينما الجيش العراقي مليشيا طائفية، والشيعة عملاء لايران، والخ من مصطلحات الجزيرة التي خصصتها للعراق ولوضعه العام.

ازاء هذه السياسة العدوانية، وازاء هذا الخط التحريضي، الذي يخرج عن كل لياقات العمل الاعلامي والصحفي ومعاييره، فأن العراقيين، اكتشفوا ان هذه القناة، لن تتغير قطعا، ولن تغير خطها التحريضي - الطائفي، مالم تحصل معجزة !، فاكتفى الاغلب منهم بحذف هذه القناة وملحقاتها من قائمة القنوات العربية، وانتهى امر الجزيرة الى نسيان تخرصها، واراحة البال من افتراءاتها !

وكما يقال في السياسة دائمآ، ان لا صداقات دائمة، بل ثمة مصالح متبادلة، فأن الجزيرة وقطر برمتها تواجه حلفاً شرساً، لا يرعوي اعلامه عن التعريض بهذه الامارة، والتحريض الواضح ضد سلطتها، فأنها باتت الآن على المحك، وبعد ان كانت الجزيرة في قائمة الجوق المحرض على العراق، اكتشفت فجأة ان سياسة العداء للعراق، لم تأت بنتيجة، ولم ترضِ حلفاء قطر، وكأن كل الهجوم على العراق، لم يغفر لقطر امام السعودية والامارات، لذلك اكتشفت قطر المأزق، بعد ان وضعت كواجهة للعدوان على العراق، وفي لحظة ما وجدت نفسها قبالة الجميع، وبمواجهة وضع قد يؤدي الى اختفائها من الخارطة كدولة مستقلة!

اليوم تحاول الجزيرة، ان تعود لقاموس  اكثر توازناً، وان تجرؤ على مضض ان تستخدم مصطلحات شبه مهنية في الملف العراقي، وان تجبر القائمين على ديسك الاخبار العراقية فيها ( اغلبهم بعثيون سابقون واخوان مسلمين)، على تناول الشأن العراقي بشيء من التوازن والموضوعية، ولذا بدأنا نسمع في نشراتها الجديدة مصطلح (قوات الحشد الشعبي) بدلاً من المليشيات الشيعية الموالية لايران، وبدأنا نسمع تسمية الجيش العراقي بدلاً من الجيش الحكومي او القوات الحكومية، والاغرب في سياسة التحول ان الجزيرة، قامت بنقل تصريحات نائب رئيس هيئة الشعبي ابو مهدي المهندس لقناة الميادين، والتي قال فيها ( ان قوات الحشد الشعبي ستلاحق فلول داعش وان تطلب الامر ان تصل للرياض)!

وقد كررت بث هذه التصريحات عدة مرات في نشراتها، وهو ما يسمى اعلامياً بسياسية التأكيد وترسيخ المعلومة لدى المتلقي.

نعرف كلنا ان هذا التحول وقتي، وأنه محكوم بالظروف العصيبة التي وجدت قطر نفسها وسطها، ونعرف ان قناةً مثل الجزيرة، لا تهتم كثيراً لأي قيم مهنية او معايير اعلامية، او اخلاقية، ولكننا فقط ندعو لاستثمار هذا التحول من قبل العراقيين، لمتابعة اخبار نصرنا من افواه خصومنا، ونستمتع بلا شماتة، وأن تطلب الأمر شماتة، فلنشمت لمن شمت بدماء ضحايانا وهي تسفك بمفخخات كلاب قطر والسعودية، لكي يتأكد العراقيون  من مدى ارتباط الاعلام العربي بالقرارات السياسية وحجم تأثيرها عليه.

ختامآ، نود ان نعيد تغريدةً نشرها احد المدونين العراقيين، حين كتب ساخراً، بالأمس كنا في نظر الجزيرة مليشيات شيعية طائفية، ويقصد الحشد الشعبي، واليوم اصبحنا في نظر الجزيرة قوات الحشد الشعبي البطل، ومن يدري فقد تطلق علينا صفة الحشد المقدس، اذا ما استمرت الجزيرة وقطر في مأزق العزلة، والحرب السعودية عليها .

علق هنا