أكثر من 3.4 مليار دولار سُرقت من العملات المشفرة في 2025

بغداد- العراق اليوم:

شهدت صناعة العملات المشفرة في عام 2025 سرقة أكثر من 3.4 مليار دولار، حيث استحوذ اختراق منصة Bybit في فبراير على 1.5 مليار دولار وحده، بحسب "Chainalysis".

تشير البيانات إلى تحولات كبيرة في طبيعة هذه السرقات؛ اختراق المحافظ الرقمية الشخصية، الذي كان يشكل 7.3% فقط من إجمالي القيمة المسروقة عام 2022، ارتفع إلى 44% في 2024، وبلغ 37% في 2025 لولا تأثير حادثة Bybit.

رغم أن المنصات المركزية تتمتع بموارد أمنية متقدمة، فإن اختراق المفاتيح الخاصة يظل تهديدًا جوهريًا، حيث شكل 88% من خسائر الربع الأول. 

كما تتركز الخسائر بشكل كبير في بعض الهجمات الكبرى؛ أكبر ثلاث سرقات شكلت 69% من إجمالي الخسائر، فيما بلغت قيمة أكبر عملية اختراق حوالي ألف ضعف المتوسط، ما يعكس ارتفاعًا كبيرًا في تركيز المخاطر.

التهديد الأكثر فتكًا واستراتيجية متطورة

لا تزال كوريا الشمالية الجهة الفاعلة الأكثر تأثيرًا في سرقات العملات المشفرة، حيث سرق قراصنة مرتبطون بها ما لا يقل عن 2.02 مليار دولار في 2025، بزيادة 51% عن عام 2024، وتمثل 76% من إجمالي اختراقات الخدمات هذا العام.

يعتمد هؤلاء المهاجمون على زرع موظفين متخصصين في تكنولوجيا المعلومات داخل شركات التشفير، وصولاً إلى الهندسة الاجتماعية وإدارة عمليات توظيف وهمية للحصول على بيانات حساسة.

تُظهر بيانات غسيل الأموال أن كوريا الشمالية تُقسم المبالغ الكبيرة إلى دفعات صغيرة، وتركز على خدمات الضمان الصينية والجسور العابرة للسلاسل وخدمات الخلط، مما يزيد صعوبة تتبع الأموال على سلاسل الكتل.

تمتد عملية غسيل الأموال عادةً على 45 يومًا، مع ثلاث مراحل؛ وضع طبقات أولية، تكامل أولي، ثم التكامل النهائي عبر منصات تداول وخدمات تحويل أصول.

هذا النمط يعكس قيود الوصول إلى البنية التحتية المالية وحاجة المهاجمين للتنسيق مع جهات محددة، ويُميّزهم عن مجرمي الإنترنت التقليديين.

تحولات السوق والتمويل اللامركزي

على الرغم من التهديدات، أظهر قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) تحسنًا ملموسًا في الأمان. فقد تعافت القيمة المقفلة في البروتوكولات بينما بقيت خسائر الاختراق منخفضة، مما يدل على تطبيق تدابير أمنية فعالة. 

مثال بارز هو حادثة بروتوكول فينوس في سبتمبر 2025، حيث اكتشف نظام مراقبة Hexagate نشاطًا مشبوهًا قبل وقوع الهجوم بـ18 ساعة، وتم تعليق العمليات وإيقاف تحويل الأموال خلال دقائق، مما أدى إلى استرداد كامل للأموال بعد 12 ساعة فقط.

في المقابل، ازدادت حوادث اختراق المحافظ الشخصية وعدد الضحايا، حيث بلغ عدد الحوادث 158,000 في 2025، مقارنة بـ 54,000 في 2022، مع ارتفاع عدد الضحايا الفريدين إلى 80,000 على الأقل.

تُظهر سلاسل مثل إيثيريوم وترون أعلى معدلات تعرض للسرقة، بينما تسجل بيس وسولانا معدلات أقل رغم قاعدتيهما الكبيرتين، ما يشير إلى أن مخاطر المستخدمين الفردية تعتمد على عوامل متعددة تتجاوز التكنولوجيا، مثل التركيبة السكانية والبنية التحتية الإجرامية.

التحديات المستقبلية لعام 2026

تشير البيانات إلى تحول جوهري في أنماط الهجوم: عدد أقل من الحوادث يحقق عوائد أكبر، مع التركيز على الأصول عالية القيمة وعمليات غسل الأموال المعقدة. 

بالنسبة لقطاع العملات المشفرة، يمثل التهديد الكوري الشمالي تحديًا خاصًا، حيث تعمل جهات الدولة وفق قواعد مختلفة عن مجرمي الإنترنت التقليديين.

ومع دخول 2026، تبرز الحاجة إلى تعزيز المراقبة الأمنية، وتطوير أدوات اكتشاف أنماط غسيل الأموال الخاصة بكوريا الشمالية، وتحسين الحماية للمستخدمين الأفراد والخدمات المركزية على حد سواء. 

وفي الوقت ذاته، يوضح أداء عام 2025 أن الاستجابة السريعة والتحكم المنسق في البروتوكولات يمكن أن يقلل بشكل كبير من أثر الهجمات، ما يجعل الأمان واليقظة عنصرين حاسمين لاستدامة النظام البيئي للعملات المشفرة.