جريدة الحقيقة تدعو الإعلام العراقي لدعم هيئة النزاهة ورئيسها

بغداد- العراق اليوم:

رأي جريدة الحقيقة 

في وقت تتعاظم فيه التحديات التي تواجه الدولة العراقية، وتشتد فيه معركة الإصلاح ضد واحدة من أخطر الآفات التي نخرت مؤسسات الدولة وأضعفت ثقة المواطن، تبرز هيئة النزاهة الاتحادية بوصفها خط الدفاع الأول في مواجهة الفساد بكل أشكاله ومسمياته. وهي معركة لا يمكن كسبها بجهد مؤسسي منفرد، بل تحتاج إلى حشد وطني شامل، يتقدم فيه الإعلام العراقي الصفوف بوصفه شريكاً أساسياً في معركة الوعي والمساءلة.

لقد بذلت هيئة النزاهة الاتحادية منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة، جهوداً كبيرة وحقيقية في مجال مكافحة الفساد، وهي جهود ازدادت زخما وفاعلية بعد تولي الدكتور محمد علي اللامي رئاسة الهيئة. فمنذ تسلمه المسؤولية، عمل اللامي وفق منهجية واضحة تستند إلى رؤية استراتيجية وطنية شاملة، تهدف إلى تدمير بنى الفساد العميقة، واستئصال هذا الوباء الخبيث الذي أرهق الدولة والمجتمع على حد سواء.

وقد تحققت نجاحات واضحة وملموسة، لا سيما في ملف استرداد الأموال المهربة وملاحقة المطلوبين بقضايا فساد داخل العراق وخارجه. وهو جهد استثنائي بكل المقاييس، إذا ما أخذ بنظر الاعتبار حجم التعقيدات القانونية والسياسية، والصعوبات الكبيرة التي تواجهها الهيئة في التعامل مع دول متعددة اتخذها بعض الفاسدين ملاذات آمنة لهم ولأموالهم المنهوبة. 

ومع ذلك، استطاعت النزاهة أن تحقق اختراقات مهمة، أعادت الأمل بإمكانية استعادة حقوق الشعب العراقي.

ولم تتوقف جهود الدكتور اللامي عند حدود العمل المحلي، بل اتجه إلى توسيع أفق المواجهة عبر السعي لتشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الفساد، إيماناً منه بأن هذه الظاهرة عابرة للحدود ولا يمكن محاصرتها دون تعاون إقليمي ودولي حقيقي. وقد تجسد هذا التوجه من خلال مشاركته في المؤتمر الذي يعقد الان في دولة قطر، ضمن مساعي تفعيل الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد، وهي مشاركة أثمرت عن نتائج إيجابية ومؤشرات مشجعة جداً على مستوى التنسيق والتعاون الدولي.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترى جريدة الحقيقة أن ما تقوم به هيئة النزاهة اليوم يمثل فرصة وطنية نادرة يجب عدم التفريط بها. فالمعركة ضد الفساد ليست معركة هيئة أو شخص أو حكومة، إنما هي معركتنا جميعاً، ونقصد بذلك معركة دولة ومجتمع ومنظمات، ولا يمكن أن تنجح دون إسناد إعلامي مهني ومسؤول.

وعليه، تطلق جريدة الحقيقة دعوة صريحة وواضحة إلى جميع وسائل الإعلام العراقية، بمختلف توجهاتها، من أجل مساندة جهود هيئة النزاهة الاتحادية برئيسها وجنودها المجهولين الشجعان، وتسليط الضوء على روائع إنجازاتها، وكشف معوقات عملها، وتبني خطاب وطني فاعل يعزز ثقافة النزاهة والمساءلة. كما تدعو إلى استثمار هذا الاندفاع الحقيقي في مكافحة الفساد، وتحويله إلى حشد إعلامي وعملي داعم يسهم بترسيخ الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

إن الإعلام العراقي، وهو يمارس دوره المهني والوطني، قادر على أن يكون شريكاً فاعلاً في هذه المعركة المصيرية، وأن يسهم في بناء رأي عام مساند للإصلاح، وضاغط باتجاه محاسبة الفاسدين، وحامٍ لجهود الشرفاء. فبدعم النزاهة اليوم، نكون قد دعمنا مستقبل العراق، وساهمنا - كإعلاميين- بصيانة كرامة شعبه، وترسيخ أسس الدولة التي ينشدها الجميع.