بغداد- العراق اليوم: ذكر تقرير لصحيفة "التايمز" أن خطة الرئيس الصيني شي جينبينغ للسيطرة على تايوان دون إطلاق رصاصة واحدة ترتكز على جزيرة كينمن.
وبحسب الصحيفة، فإن جزيرة كينمن يبلغ طولها 12 ميلاً فقط وتبعد 6 أميال من البر الرئيسي للصين، وتُعدّ نقطة انطلاق غير محتملة لغزو دون حرب.
وأضافت أنه "على الرغم من قرب كينمن من مدينة شيامن، التي يسيطر عليها الشيوعيون، ظلت منفصلة وذاتية الحكم، تمامًا مثل تايوان الأكبر بكثير، الواقعة على بُعد 115 ميلًا شرقًا".
وبينما انتهى القصف عام 1979، عندما اعترفت الولايات المتحدة أخيرًا بجمهورية الصين الشعبية، وعاش الجانبان بسلام إلى حد كبير، فإن الجزيرة، التي كانت حتى ذلك الحين تذكيرًا حيًا بحرب ماضية، أصبحت الآن أرض اختبار سلمية لحرب مستقبلية.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل عقدين أو 3 عقود من القرن الماضي، كانت جزيرة كينمن الصغيرة قبالة سواحل البر الرئيسي الصيني مسرحًا لواحدة من أغرب الحروب وأكثرها مسرحية في التاريخ؛ ففي يوم الاثنين، كانت مدفعية جيش التحرير الشعبي تفتح نيرانها من البر الرئيسي، على بُعد 6 أميال؛ وفي يوم الثلاثاء، كانت مدفعية القوات القومية الصينية المتمركزة على الجزيرة تُطلق قذائفها في الاتجاه المعاكس. وهكذا، في أيام متناوبة طوال الأسبوع.
وفي حين كان يتم الاتفاق على الأهداف مسبقًا، ما يمنح القوات المدافعة وقتًا للتهرب، وبينما كانت القذائف غالبًا ما تُملأ بمنشورات دعائية فقط، بدا إهدارًا لمادة تي إن تي الثمينة في مثل هذا التدريب عديم الجدوى.
وأكملت الصحيفة، أن هذه الحرب الوهمية كانت بمثابة مخلفات من الحرب الحقيقية؛ فقد شهدت شواطئ كينمن إحدى آخر معارك الحرب الأهلية الصينية أواخر عام 1949، عندما صدّ القوميون عملية إنزال للشيوعيين المنتصرين، ما أشعل فتيل المواجهة بين الجانبين على مضيق تايوان والتي استمرت منذ ذلك الحين.
كما وقعت اشتباكات لاحقة في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تهدأ الأمور في تبادل إطلاق نار محدود ومتفق عليه.
وأكدت الصحيفة أن جمهورية الصين الشعبية، التي أعيد إحياء جيشها وإعادة بنائه إلى درجة لا يمكن التعرف عليها خلال حكم الرئيس شي الذي استمر 13 عاماً، تستخدم "نموذج كينمن" كأساس لاستراتيجية تهدف إلى إخضاع تايوان بأكملها لسيطرتها.
فعلى مدار العامين الماضيين، جمعت الصين بين توسيع نفوذها الاقتصادي في الجزيرة وتطويقها البحري التدريجي، مستخدمةً أسطولًا جديدًا من سفن خفر السواحل العملاقة كواجهة "مدنية" لتأكيد سيطرتها الفعلية؛ إذ إن هذا ليس بالأمر الصعب، فجزيرة كينمن لا يتجاوز طولها 12 ميلًا من الشرق إلى الغرب. ولفتت الصحيفة إلى أنه بحلول أبريل/ نيسان الماضي، وبعد بعض أكبر التدريبات في العقود الأخيرة، أعلن تعليق إعلامي حكومي "نموذج جديد للسيطرة على الجزر آخذ في الظهور، يتطور من توسع عام في النطاق العسكري إلى سيطرة دقيقة على مناطق رئيسية في تايوان؛ وهو تطوير وتوسيع لنموذج كينمن".
ورغم أن معظم نقاشات خطط بكين لتايوان تركز على احتمال غزو عسكري شامل، أفادت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في عام 2023، أن شي أمر جيش التحرير الشعبي بالاستعداد بحلول عام 2027.
وفي حين تكرر هذا التاريخ كثيرًا، لا سيما عند مقارنته بتقييم مقلق آخر، ووفقًا لهذا التقييم، فإن بعض التدريبات الضخمة، مثل تلك التي أُجريت في أبريل/نيسان وجمعت بين التدريبات البحرية قبالة سواحل تايوان وعمليات توغل جوية عبر "الخط الأوسط" لمضيق تايوان، مصممة عمدًا ليتم تحويلها إلى تدريبات حقيقية دون سابق إنذار.
ولا يعد سيناريو غزو عام 2027 الرسالة التي تلقى اهتماما على نطاق واسع في الجزيرة نفسها؛ فمعظم الناس يمارسون أعمالهم اليومية كما لو أن البر الرئيسي بعيد، ومعظم الشعب التايواني يواصل العمل والاستثمار في البر الرئيسي، ويسافر إليه لحضور المؤتمرات.
وأضاف مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، الذي أصدر تحذيرا عام 2027، بنفسه بندًا ينص على أن "الاستعداد للغزو" لا يعني أن جيش التحرير الشعبي سيُؤمر بشنه.
وفي حين ذُكر أحيانًا تاريخ بديل، وهو عام 2035، لكن المحللين العسكريين التايوانيين يقولون إن هذا التاريخ غير محتمل، ما لم يتجاوز قادة الجزيرة "الخط الأحمر" الثابت الوحيد للحزب الشيوعي، بإعلان الاستقلال رسميًا.
وخلُصت الصحيفة إلى أن ميزة نموذج كينمن تكمن في أنه لا يتطلب استخدام القوة، بما يتماشى مع تفضيل شي المعلن لـ"إعادة التوحيد السلمي".
وتتمثل الطريقة البديهية لاستخدام نموذج كينمن للتغلب على رغبة تايوان في مقاومة بكين بالحصار، خاصةً الحصار الذي يستهدف إمداداتها من الطاقة؛ إذ تعتمد تايوان بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال المستورد لتوليد الكهرباء، وقد يؤدي انقطاع التيار الكهربائي لمدة أسبوعين فقط إلى انقطاع الكهرباء عن ثلث الجزيرة.
وبحسب بعض الأوراق البحثية، فإن "الاستراتيجية الجديدة لا تستبعد العمل العسكري، ويمكن أن تدعم إجراءات التكامل التي تتضمنها الحجر الصحي أو الحصار أو غزو تايوان"، وفق الصحيفة أيضًا.
*
اضافة التعليق
تحذير أميركي لشركات الطيران من مخاطر التحليق فوق فنزويلا
صحيفة: أوروبا غير راضية عن خطة السلام الأميركية في أوكرانيا
حريق يخلي مقر مؤتمر المناخ في البرازيل
بعد فحص طبي.. بوتين: "كل شيء على ما يرام"
مكافأة أميركية "ضخمة" لمن يدلي بمعلومات عن مطلوب خطير
تكساس تُصنف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"