هل تساءلت يوماً كيف ترانا الحيوانات؟

بغداد- العراق اليوم:

كشفت دراسة أن الحيوانات ترى العالم بطرق مختلفة بشكل لافت للنظر مقارنة بالبشر، وتتشكل من خلال تكيفات تطورية متميزة في عيونها وأدمغتها، بدءاً من رؤية الألوان غير العادية للطيور والجمبري، وحتى الرؤية الليلية الفائقة للقطط والكلاب، بحسب "سبوتنيك". 

وخلافاً للاعتقاد السائد، قالت الدراسة إن الكلاب والقطط لا ترى العالم بالأبيض والأسود فقط، ولكنها ترى لوحة أكثر عتامة مع رؤية فائقة في الإضاءة المنخفضة بسبب الطبقة العاكسة خلف شبكية العين التي تسمى البساط الصافي، والتي تعزز حساسية الضوء.

وعيون القطط مكيفة للصيد، فهي تتمتع بمجال رؤية أوسع (يصل إلى 270 درجة) من مجال رؤية البشر البالغ 180 درجة، كما أنها تتمتع بمجال رؤية فائق للحركة، ومع ذلك، فإنها ترى الأشياء الثابتة بشكل سيئ، ما يتماشى مع أسلوب حياتها المفترس الذي يستهدف الفريسة المتحركة.

أما الطيور فعادة ما تكون رباعية الألوان؛ فهي تدرك الضوء فوق البنفسجي بالإضافة إلى الألوان التي يراها البشر. 

وتسهل هذه الرؤية فوق البنفسجية مهام مثل العثور على الثمار الناضجة، وتحديد الشركاء، والتنقل عبر المجالات المغناطيسية.

وتمتلك بعض الفراشات والروبيان أنظمة بصرية أكثر تعقيداً، مع ما يصل إلى 12-16 نوعاً من المستقبلات الضوئية، ما يسمح لها برؤية طيف يفوق بكثير القدرات البشرية.

ومن المفارقات أن العيون العملاقة للحيوانات مثل الحيتان تنتج رؤية متواضعة وفقاً للمعايير البشرية، بسبب السمات التشريحية التي تحد من القدرة على التركيز، ما يجعلها غير قادرة على حل التفاصيل الدقيقة بشكل جيد. 

ومع ذلك، فإن عيونها تفرز دموعاً زيتية خاصة تحمي من الملح وتعزز الرؤية تحت الماء بينما تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا.

أيضاً تخلق عيون الحشرات المركبة المكونة من آلاف الأوماتيديا صورة فسيفسائية حساسة للغاية للحركة والضوء الخافت، مع معدلات تحديث أسرع بـ 5-6 مرات من البشر، ما يتيح رد فعل سريعاً حتى عند السرعات العالية.