بين كريم صدام وامير  العماري حين تتكررالمعجزة في الثواني الاخيرة

بغداد- العراق اليوم:

 

التاريخ لا يكتبه الزمن وحده، بل تكملة لحظات نادرة تعيد نفسها كما لو انها  صفحة ممزقة يعيد القدر لصقها من جديد.. هكذا يجد العراقيون انفسهم اليوم امام مشهد مالوف حد الدهشة في الثواني الاخيرة، هي التي تحسم المصير وكان القدر يهوى ان يكون العراق آخر الواصلين، لكن أول المنتصرين في عام 1985 كان كريم صدام يرسم بقدمه فرحة وطن ظلت محفورة في ذاكرة الجماهير عندما خطف العراق بطاقة التاهل  عبر بوابة المنتخب الاماراتي .. لقد كانت مباراة عصيبة وهدفاً  لا ينسى وتأهلاً  حمل العراق الى  مونديال المكسيك ليكتب واحدة من انصع  صفحات تاريخه الكروي.. واليوم وبعد اربعة عقود تقريبا في عام 2025 يعود المشهد ذاته لكن ببطل جديد هو امير  العماري، نفس المنتخب المنافس، نفس السيناريو المرهق، نفس الثواني التي تحبس الانفاس، ونفس العراق الذي يعرف كيف يقلب الطاولة حين يختنق الحلم..

 بين 1985 و2025 خيط رفيع من القدر يربط اللحظتين وكان الكرة تعشق أن تعيد  العراقيين إلى ذات المنعطف لتمنحهم النهاية ذاتها.. فرح يولد من عنق العاصفة كانت المباراة صعبة بكل المقاييس ضغط نفسي حسابات معقدة وطموح يثقل اقدام  اللاعبين، لكن حين تدخل الغيرة العراقية على الخط تتغير كل المعطيات الفنية، منها اللاعب العراقي حين يشعر ان وطنه على حافة الخطر يتحول من مجرد لاعب الى  مقاتل شرس من فرد في الملعب الى وطن كامل يجري خلف الكرة وفي اللحظة التي كاد فيها الامل يبهت جاء الهدف هدف  من ضربة جزاء يعيد تدوير الذاكرة ويوقظ التاريخ ويخبر العالم ان العراق كما في الأمس لا يستسلم حتى النهاية.

هكذا هي كرة القدم العراقية لا تنحاز  الى  السهل ولا تسير في الطريق المستقيم، لكنها حين تصل تصل بطريقة لا تنسى. 

بين كريم صدام وامير العماري خيط من ذهب يكتب اسم العراق في لحظة واحدة لحظة الثواني الاخيرة.