بغداد- العراق اليوم: في مشهد سياسي شديد الحساسية، وجه زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم رسالة لافتة إلى قوى الإطار التنسيقي الشيعي، جمعت في عبارة واحدة مكثفة المعنى: "لا تضيعوها".
هذه العبارة لم تكن مجرد شعار انتخابي أو جملة عابرة، بل حملت في طياتها تحذيراً صريحاً من مخاطر مفترق الطرق الذي تقف عنده القوى السياسية الشيعية اليوم، بين طريق يقود إلى تثبيت الاستقرار، وآخر يفتح الباب أمام دوامة جديدة من الصراعات الداخلية والخارجية.
الحكيم، المعروف بقدرته على قراءة المعادلات السياسية وتعقيداتها، لوح في رسالته إلى أن المرحلة المقبلة لا تحتمل المجاملة أو الحسابات الضيقة، وأن أي التفاف على الواقع الانتخابي الجديد سيعد مصادرة لإرادة الشعب، وربما سيدفع البلاد نحو أزمة سياسية جديدة. فبحسب مراقبين، جاءت كلماته بمثابة جرس إنذار لقوى الإطار، محذراً من أن تجاهل الرسائل الشعبية الواضحة قد يؤدي إلى خسارة ما تبقى من رصيد الثقة.
ومنذ عام 2014، شهدت العلاقة بين الجمهور العراقي والقوى السياسية الشيعية تراجعاً كبيراً، بلغ ذروته في احتجاجات تشرين 2019، عندما عبر الشارع عن غضب واسع من الأداء السياسي والخدمي.
غير أن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نجحت – وفق تقييمات شعبية وإعلامية – في إعادة جزء من الثقة عبر مجموعة من الإجراءات الخدمية والإدارية، وتهدئة التوترات الداخلية، وتحقيق حضور سياسي متوازن في الداخل والخارج.
اليوم، يقف الإطار التنسيقي أمام اختبار صعب: هل سيحافظ على هذا المكتسب ويعبر بالمرحلة نحو مزيد من الاستقرار؟ أم سيفرط به لصالح تعصب سياسي أو مواقف شخصية لا تعبر عن المزاج الشيعي العام، ولا تأخذ بعين الاعتبار حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه؟
وتشير قراءات سياسية إلى أن أي انقلاب على نتائج الانتخابات البرلمانية أو محاولة الالتفاف على الاستحقاقات الدستورية، خصوصاً ما يتعلق بأحقية السوداني في تشكيل الحكومة بعد حصوله على أعلى الأصوات ونجاح تحالفه الانتخابي، سيكون بمثابة الخطوة الأولى نحو إضاعة الحقوق وتبديد المكاسب التي تحققت خلال العامين الماضيين.
رسالة الحكيم إذن لم تكن نصيحة عابرة، بل دعوة صريحة للإطار التنسيقي بأن يلتقط اللحظة، وأن يدرك أن المشهد العراقي لا يحتمل خسارة فرصة جديدة لبناء الاستقرار السياسي. فـ "لا تضيعوها" ليست مجرد عبارة… إنها خلاصة مرحلة كاملة، وتحذير من مستقبل قد يعيد البلاد إلى نقطة الصفر إذا جرى تجاهل الإرادة الشعبية مرة أخرى.
*
اضافة التعليق
الاتحاد الوطني ينتقد: تأخير تشكيل حكومة الإقليم يضعف الموقف الكردي في بغداد
بارزاني يكشف شروطه للاشتراك في الحكومة الجديدة
الإطار التنسيقي يحاول استرضاء الصدر عبر مبعوث خاص
مفوضية الانتخابات تعلن النتائج النهائية اليوم
هكذا كتبت جريدة الحقيقة .. رسالة إلى قوى الإطار التنسيقي
المنتجات النفطية تطلق تطبيق ( ممنون ) بالتعاون مع شركة طائر السلام