صوتك بصمة للتغير

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الدكتور سعد معن

يُثار مع كل عملية انتخابية سؤال مهم: هل لصوتي قيمة حقيقية؟ وهل يمكن أن يُحدث فرقًا في مسار المجتمع؟ إن هذا السؤال يعكس عمق الوعي الفردي والجماعي، ويؤكد أن لكل إنسان دورًا فاعلًا في صياغة مستقبله ومستقبل من حوله. فالصوت ليس مجرد ورقة تُسجّل في صندوق، بل هو بصمة ثقافية وحضارية تجسد حضور الإنسان ومسؤوليته تجاه مجتمعه، وتثبت أن لكل فرد أثرًا لا يمكن تكراره.

المشاركة في الانتخابات تتجاوز كونها حقًا قانونيًا لتصبح ممارسة وعي وانتماء. فهي إعلان بأن الفرد يرى نفسه شريكًا في صناعة القرار، وأنه جزء من حركة المجتمع نحو المستقبل. ومن خلال هذا الفعل يتحول المواطن من مراقب سلبي إلى مساهم فاعل في توجيه مسار الأحداث. المشاركة تمنح شعورًا متينًا بالمسؤولية وترسخ الانتماء، إذ يصبح الصوت أداة تعبير عن الالتزام بالقيم الجماعية والثقافة المدنية التي تبني وعي المجتمع وتدعم تطوره المستدام.

القيمة الحقيقية للصوت تكمن في كونه علامة حضور في التاريخ، وممارسة تعكس نضجًا ثقافيًا وإنسانيًا يتجاوز حدود السياسة اليومية. فالمجتمعات التي يعتاد أفرادها المشاركة بوعي تبرهن أنها مجتمعات متماسكة، تدرك أن لكل فعل صغير أثرًا كبيرًا، وأن كل صوت يضاف إلى الآخر يشكل قوة قادرة على ترسيخ القيم وبناء مستقبل أكثر عدلًا وإنسانية.

إن السؤال الأهم لا يجب أن يكون عمّا إذا كان الصوت سيغير النتائج فحسب، بل كيف يمكن لكل صوت أن يترك أثرًا إيجابيًا مستمرًا في الوعي الجمعي. فالمشاركة بمثابة بصمة تبقى في ذاكرة المجتمع، وتجعل من كل فرد شريكًا في صياغة مسار مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة. كلما ارتفع الوعي بهذه الحقيقة، كلما أصبح المجتمع أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل يتسم بالوعي والثقافة والعدالة