بغداد- العراق اليوم:
رعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، المؤتمر العشائري العام لشيوخ عموم عشائر العراق، الذي نظمته وزارة الداخلية، حيث أكد خلال كلمته على الدور الفاعل للعشائر في بناء الدولة وترسيخ الأمن والاستقرار، مشدداً على ضرورة مساهمتها في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، بما في ذلك مكافحة المخدرات والتطرف. أشاد السوداني بالدور الوطني للعشائر العراقية، مؤكداً أنها كانت ولا تزال مظلةً اجتماعية مهمة تدعم سيادة الدولة وقوانينها. وأوضح أن البرنامج الحكومي منح العشائر مكانة خاصة، نظراً لدورها في تحقيق التنمية والإعمار، والمساهمة في تقديم الخدمات للمواطنين.
كما أشار إلى أن أبناء العشائر كانوا في طليعة المدافعين عن العراق في مواجهة عصابات داعش الإرهابية، وأن استمرار هذا الدعم ضروري لمساندة جهود الحكومة في إعادة الإعمار وإصلاح الاقتصاد، بعد عقود من السياسات الخاطئة التي ألحقت الضرر بالبنية الاقتصادية للبلاد.
أكد السوداني أن الحكومة أطلقت العديد من المشاريع الكبرى، وأعادت العمل بالمشاريع المتلكئة، إلى جانب تنفيذ حزمة واسعة من الإصلاحات التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية، ودعم الزراعة، والصناعة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى مشروع "طريق التنمية" باعتباره أحد أبرز المشاريع في المنطقة والعالم.
كما أشار إلى دعم الحكومة للقطاع الزراعي عبر توفير المستلزمات الحديثة للفلاحين والمزارعين، وإعادة الاعتبار للريف العراقي ليكون جزءاً من عجلة التنمية، فضلاً عن توجه الحكومة نحو توطين الصناعات وتشغيل المصانع تحت شعار "صنع في العراق". وجه السوداني دعوة صريحة للعشائر العراقية بضرورة التحرك الحاسم لإنهاء النزاعات العشائرية التي تذهب ضحيتها أرواح بريئة، مؤكداً أن الحفاظ على الأمن مسؤولية جماعية، تتطلب تعاون الجميع مع الأجهزة الأمنية، ورفض إيواء المطلوبين للعدالة.
وشدد على أهمية التصدي لآفة المخدرات، التي وصفها بأنها "تفتك بالكثير من أبناء المجتمع"، داعياً شيوخ العشائر إلى التعاون مع الدولة لمكافحة انتشارها، لما لها من تأثير مدمر على المجتمع والأمن. كما حذر من خطورة الأصوات التي تحاول تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي لأغراض طائفية أو عرقية. أكد السوداني أن الحكومة تنتهج سياسة متوازنة في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هذه السياسة حصنت العراق من الانجرار إلى الصراعات، وأبعدته عن خطر الحروب التي كان يراد لها أن تلتهم المنطقة بأسرها.
كما أشاد بدور وزارة الداخلية ومديرية العشائر في تعزيز التواصل مع شيوخ العشائر، داعياً إلى تسهيل الإجراءات أمامهم لمساعدتهم في أداء دورهم الاجتماعي والوطني. في ختام كلمته، وجه السوداني رسالة واضحة للعشائر، داعياً إياها إلى الاستمرار في دعم الدولة وقوانينها، وتعزيز التعاون مع الأجهزة الأمنية، والمساهمة في إنجاح المشاريع التنموية والخدمية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجميع لتحقيق نهضة شاملة للعراق.
*
اضافة التعليق