استراتيجية القاضي حيدر حنون: تدفق المعلومات سلاح لمكافحة الفساد في العراق

بغداد- العراق اليوم:

منذ تولي القاضي حيدر حنون مهامه كرئيس لهيئة النزاهة، برز توجه واضح نحو تعزيز تدفق المعلومات بشكل شفاف وصريح إلى الإعلام والجمهور العراقي. 

القاضي حنون، المعروف بموقفه الحازم في مواجهة الفساد، يؤمن بأهمية اطلاع المواطن العراقي على مستجدات العمل في مكافحة هذه الآفة المستشرية التي تضر بالنظام الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

يشدد القاضي حنون في مختلف تصريحاته على أن الشفافية ليست مجرد أداة إعلامية، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية مكافحة الفساد. وبالنسبة له، تدفق المعلومات يعتبر خطوة أساسية نحو بناء الثقة بين الهيئة والمواطن، وإرسال رسائل واضحة بأن جهود مكافحة الفساد مستمرة بشكل جاد وشامل.

 ضرورة استراتيجية

التوجه نحو تدفق المعلومات بشكل منتظم لم يكن مصادفة، بل هو جزء من استراتيجية شاملة تعتمدها هيئة النزاهة تحت قيادة القاضي حيدر حنون. 

من خلال الكشف عن التحقيقات والملاحقات القضائية المتعلقة بملفات الفساد، يعمل حنون على توجيه رسائل قوية إلى الجمهور والمفسدين على حد سواء. 

حيث أكد في عدة مناسبات على أن "المعرفة قوة" وأن الجمهور الذي يتمتع بالمعرفة الكاملة عن مجريات الأحداث هو جمهور قادر على دعم الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد.

في حديثه الأخير، أشار القاضي حنون إلى أن الشفافية الإعلامية تلعب دوراً هاماً في تنبيه الجمهور إلى حجم الفساد الموجود في مختلف المؤسسات، وبالتالي تزيد من دعم المواطنين لجهود الهيئة. 

هذا التدفق المعلوماتي، الذي يتسم بالوضوح والدقة، يعكس التزام الهيئة بمسؤولياتها تجاه المجتمع ويعزز مصداقيتها.



إلى جانب التدفق المعلوماتي، فإن هيئة النزاهة، تركز أيضًا على العمل التصحيحي والوقائي. 

فهي لا تكتفي بملاحقة الفاسدين، بل تعمل على منع وقوع الفساد من خلال نشر الوعي العام وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء. 

ومن خلال توفير المعلومات الصحيحة وفي الوقت المناسب، تمكن الهيئة الجمهور من أن يكون شريكًا فعالًا في مراقبة ومساءلة من يشغلون المناصب العامة.

القاضي حنون يرى في تدفق المعلومات أحد أهم الأسلحة في مواجهة الفساد. ففضلا عن العمليات الميدانية والتحقيقات القضائية، يعتبر نشر الحقائق وكشف المعلومات أمام الجمهور جزءًا لا يتجزأ من هذه الحرب المستمرة. يؤكد أن الشفافية وحدها قادرة على تسليط الضوء على تلك الزوايا المظلمة التي يسعى الفاسدون إلى إخفائها.

 الدعم الشعبي 

ومن خلال تدفق المعلومات، تسعى الهيئة أيضًا إلى تحقيق دعم شعبي واسع، حيث بات المواطن العراقي اليوم أكثر وعياً بمدى انتشار الفساد وتأثيره السلبي على جميع جوانب الحياة. تحرص إدارة الهيئة على أن يبقى التواصل بين الهيئة والجمهور مستمراً وفعالًا، مما يضمن أن تكون الحرب ضد الفساد جماعية وليست مجرد مسؤولية فردية أو حكومية.

وفي سياق هذا، دعا القاضي في أكثر من مناسبة الشعب العراقي إلى أن يكون دعماً أساسياً لجهود هيئة النزاهة، مؤكدًا على أن الفساد لا يمكن القضاء عليه من خلال الجهود الحكومية فقط، بل يحتاج إلى تعاون من جميع فئات المجتمع.

من خلال استراتيجيته الشاملة، يسعى القاضي حيدر حنون إلى وضع هيئة النزاهة في طليعة المعركة ضد الفساد. هذه الاستراتيجية تعتمد بشكل أساسي على تدفق المعلومات، سواء للإعلام أو للمواطن العراقي، كأداة لكشف الحقائق وتعزيز الشفافية.

كما  يحرص  على أن يكون المواطن على دراية مستمرة بما يحدث في هذا المجال الحساس، مما يعزز من ثقة الناس في الحكومة ومؤسساتها.

إن رسالة الهيئة واضحة، حيث تقول إن : مكافحة الفساد لا تتعلق فقط بالتحقيقات والملاحقات القضائية، بل تعتمد أيضاً على إشراك الجمهور من خلال توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة.

بفضل هذا النهج، أصبحت هيئة النزاهة اليوم نموذجًا في كيفية توظيف الشفافية والمعلومات في محاربة الفساد بشكل فعال ومستدام.

 

علق هنا