العراق يودع قامة رياضية شامخة .. الگيار ابن ميسان يترجل عن ساحة المنازلات أخيراً

العراق اليوم - خاص: 

و أخيراً بعد عمر حافل بالإنجازات، توفي بطل العراق والعالم في بناء الأجسام علي الكيار، بعد معاناة طويلة من الأمراض.

 يعتبر الكيار أحد أبرز لاعبي كمال الأجسام في تاريخ العراق، حيث نشأ في مدينة الثورة بالعاصمة بغداد، وبنى مسيرة رياضية حافلة بالإنجازات والبطولات.

ولد علي الكيار في محافظة ميسان عام 1937، وانتقل لاحقاً إلى بغداد. 

بدأ توجهه نحو بناء الأجسام في عام 1953، عندما كان ملاكماً في نادي الملك فيصل. 

لاحظه المدرب مطاع الدليمي ونصحه بالتحول إلى رياضة بناء الأجسام، قائلاً له، إن جسمه ملائم لهذه الرياضة بشكل أكبر من الملاكمة. 

انطلق الكيار في هذا المجال وحقق نجاحات كبيرة على المستوى المحلي والدولي.

 البداية والمسيرة 

أحرز الكيار أولى بطولاته المحلية عام 1964، عندما فاز ببطولة العراق المفتوحة للناشئين.

 واستمر في تحقيق النجاحات، حيث فاز ببطولة العراق المفتوحة للمتقدمين عامي 1965 و1966. 

الگيار  إلى العالمية

عام 1966، بدأت مسيرة علي الكيار الدولية عندما حقق المركز الثالث في بطولة العالم التي أقيمت في ألمانيا الشرقية، حيث كان الفائز الأول الأميركي بوب جايدا والثاني المصري عبد الحميد الجندي. 

لم تتوقف إنجازات الكيار هنا، بل استمر في المشاركة في بطولات العالم، حيث أحرز المركز الرابع عام 1970، والمركز الثامن عام 1971 في يوغسلافيا، والمركز السابع في فرنسا.

 الإنجازات الكبرى

في عام 1972، أقيمت بطولة العالم في بغداد، وحقق علي الكيار المركز الثالث، بينما كان الفائز الأول من أميركا والثاني من إسبانيا. 

تزامنت البطولة مع بطولة آسيا، حيث شارك البطل العالمي عباس الهنداوي بفئة متوسط القامة والبطل العالمي طالب شهاب، وحل العراق في المركز الثالث في الترتيب الفرقي.

 البطولات الآسيوية والعربية

لم تقتصر إنجازات الكيار على المستوى العالمي فقط، بل أحرز أيضاً بطولة آسيا عام 1970 في باكستان، والمركز الثاني في بطولة آسيا عام 1974 في الفلبين. إضافة إلى ذلك، حصل على لقب بطل العرب والشرق الأوسط لثلاث سنوات متتالية: 1970، 1971، و1972.

 اعتزاله وإرثه

ظل علي الكيار بطل العراق منذ عام 1965 حتى اعتزاله عام 1975، تاركاً وراءه إرثًا رياضياً كبيراً وأثرًا لا يُمحى في تاريخ رياضة كمال الأجسام في العراق.

 لُقّبَ بالكيار بسبب عمله في مهنة تبليط الشوارع بالقير، وهو رمز للعمل الجاد والتفاني في سبيل تحقيق الأهداف.

برحيل علي الكيار، فقد العراق والعالم أحد أعظم أبطاله في رياضة كمال الأجسام. 

ستظل ذكراه وإسهاماته الرياضية خالدة في قلوب محبيه وعشاق الرياضة. فقد كان الكيار مثالًا للتفاني والإصرار، وعكست مسيرته الرياضية قصة نجاح استثنائية بدأت من مدينة الثورة، ووصلت إلى أعلى المنصات العالمية.

"العراق اليوم" تودع علي الگيار، بهذه التحية الخاطفة.. كل العزاء والمواساة لذويه و محبيه و من عاصروا أيامه الذهبية.

علق هنا