بغداد- العراق اليوم: تبدو بغداد مصرة على المضي في امتلاك مفاعل نووي خاص، ضمن برنامج بحثي سلمي، وأيضاً لتوليد الكهرباء التي تشكل ازمة مستمرة للبلاد. وقد تأكد هذا الاصرار - وتحديداً من قلل الرئيس مصطفى الكاظمي، الذي فاجأ به الجميع، من خلال اعلان وزارة العلوم والتكنولوجيا المندمجة ضمن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن تخصيص 20 موقعاً لغرض اختيار احدها كمقر للبرنامج النووي العراقي الذي سيبدأ تدشينه. وقال رئيس الهيئة العراقية للسـيطرة على المواد المشعة كمال حسين لطيف أن اللجنة الوطنيـة للمفاعلات النووية باشرت بدراسة 20 موقعاً تم تحديدها لإقامة مفاعل نووي في البلاد ثم المباشرة باســــتخدام طرق الاسقاطات العلمية المعتمدة عالميــــا لاختزالها إلى 5 مواقــــع بعد ذلك يتم تحديــــد اثنــــين منهمـا فقط احدهما اصيلا والآخر بديلا موضحا أن عملية الاختيار تمــــت بطريقتين علميتين دقيقتين من خلال معادلات تفاضلية وترجيحية مشيرا الى قرب الانتهاء مـن التقرير الخاص باختيار الموقع وإرساله الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. واضاف ان "الاختيار يعتمد على مرحلتين بالاهداف نفسها ولكــــن لكل مرحلــــة تكون الدقة اعلى لتقليص اعداد الاراضي المنتخبة وصولا لتحديد الموقع بشــــكل ادق ثم هناك مرحلــــة اخيرة وهي التقييــــم الامني.. واوضح " أن "المرحلــــة الأولى تشــمل الاهــــداف الفنية ومتطلبـات الاختيــــار والتقييــــم والنظر في موضوعات التوزيع الســكاني الذي يفضل أن يكون اقرب تجمع سكاني يبعد 2،5 كيلو متر من الموقع وان لا يزيد عدد الســكان في تلك المنطقة على 500 شخص في الكيلو متر المربع الواحد وان لا يزيد التجمع السـكاني على 65 الف نسمة وعلى بعد 30 كيلو مترا من الموقع". وعن الطبيعة الزلزالية للمنطقة التي سيقام عليها المفاعل النووي والهــــزات الارضية اوضح المسؤول العراقي انه يجب ان تكون الارض خاليــــة من الصفائــــح التكتونية ولم تســــجل اي هزة ارضية اكثــــر من 2 ريختر خلال الـ 50 سنة الماضية كما يجب ان تكون ارضا منبسطة بتربة ثابتة غير منجرفة مع الســيول ولا يوجد ارتفاع او جبل او هضبة كبيــــرة او واد لمسـافة 20 كيلــــو مترا عن الموقع لان الارتفاعات مع الامطار قد تسبب انجراف سـيول عارمة من المياه على الموقع كما يفضل ان لا يزيد ارتفاع الموقع عن 350 مترا فوق مستوى سـطح البحر لحسابات غليان وتبخر مياه المفاعل. من هي الدول التي ستبني البرنامج النووي العراقي؟ بحسب معلومات حصل عليها ( العراق اليوم)، فأن " العراق سيبحث مع ثلاث دول وشركات تابعة لها، ملف بناء المفاعل النووي الذي سيؤمن منصة ابحاث علمية، فضلاً عن عملية توليد الطاقة". واشارت المعلومات الى أن " رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان قد بحث خلال جولته الأوربية، مع الجانب الفرنسي بناء مثل هذا المفاعل، لاسيما وأن للأخيرة دور في بناء مفاعلي تموز 1 و2 اللذين تعرضا لهجمات اسرائيلية في 1981، ومن الدول المرشحة هي الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك روسيا التي لها باع طويل في انشاء المفاعلات النووية". مخاوف أقليمية!! يثير التوجه العراقي مخاوفاً واضحة لدى بعض الدول المجاورة، لاسيما ان العراق عانى خلال عقود ماضية من ملف التسليح النووي، وتسببت مشاكله بفرض حصار اقتصادي قاس، وأيضاً شن هجمات دولية ضده بداعي امتلاكه لبرنامج نووي وبايلوجي غير سلمي.
*
اضافة التعليق