نيكولا معوض : لم تواجهني صعوبات في "الحشاشين"

بغداد- العراق اليوم:

خاض النجم اللبناني نيكولا معوض المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام من خلال المسلسل التاريخي المصري "الحشاشين"، الذي يرصد قصة جماعة "الحشاشين" التي أسّسها حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث يجسّد فيه شخصية عالم الرياضيات والشاعر عمر الخيام، الذي لا يزال المطربون يتغنّون بأشعاره رغم رحيله منذ مئات السنين.

نيكولا كشف عن تفاصيل وكواليس هذه المشاركة المميزة، التي ستكون إضافة في مشواره الفني، فأوضح أنّه عندما عُرض العمل عليه في العام الماضي، كان ينشغل وقتها في تصوير "الثمن" في تركيا، فكان من الصعب عليه الجمع بين العملين لأهميتهما، ويشاء القدر ولحسن حظه أن يتمّ تأجيل "الحشاشين" لضخامة إنتاجه وحاجة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن يخرج بصورة مبهرة، فيتجدّد العرض عليه المشاركة في العمل، ووفقاً لحديثه لم يتردّد ثانية في قبوله، لاستشعاره أهميته، وأنّه سيكون من أهم الأعمال التاريخية التي يتلقّاها الجمهور العربي هذه الفترة.

تحضيرات معوض لشخصية عمر الخيام لم تكن صعبة أو مرهقة بالنسبة إليه، إذ أكّد أنّه كان مطّلعاً على شخصية عمر الخيام قبل عرضها عليه، وكان يرغب في أنّ يقدم الجوانب الإنسانية التي كانت تسيطر على حياته، بعيداً من كونه عالم رياضيات وشاعراً عظيماً، فكان يشعر دائماً بأنّه لم يقدّم جديداً في حياته، وأنّه يعيش بلا هدف، وتصادفت رؤية نيقولا للشخصية مع مؤلف العمل عبدالرحيم كمال، الذي اهتم بهذه الناحية أيضاً، كما أشاد بقدرة الأخير على توضيح التفاصيل كافة في السيناريو، بحيث لا يحتاج الممثل إلى قراءة مراجع خارجية عن هذه الشخصية.

كواليس التعاون مع بطل العمل كريم عبدالعزيز كانت رائعة حسبما وصفها، إذ أكّد أنّه من ألطف الشخصيات التي تعاون معها، ولمس فيه جوانب إنسانية بعيداً من التصوير، حيث يحرص على دعم وتشجيع فريق العمل، حتى إنّه "صفّق" له ذات مرة إعجاباً بأدائه، مشيراً إلى أنّ هذا التصرّف لا يخرج إلاّ من نجم كبير. كما أشاد بتعاونه مع المخرج بيتر ميمي، كاشفاً عن أنّه كان يرغب في التعاون معه لحرفيته ومهارته، وهو ما لمسه في "الحشاشين"، فلاحظ اهتمامه الدقيق بالتفاصيل وعدم حصوله على راحة على غرار باقي فريق العمل، فكان يعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة.

لم يتوقع معوض سرعة استجابة الجمهور للمسلسل، وتفاعلهم معه، فمن الطبيعي أن تمرّ حلقات عدة كي يبدوا رأيهم فيه، إلاّ أنّه لاحظ إعجابهم بالعمل بالتزامن مع عرض أولى حلقاته، كما تلقّى رسائل تهنئة من أصدقاء له لا يتابعون الدراما العربية، أكّدوا فيها أنّهم في حالة انبهار أمام المستوى الفني الذي خرج به "الحشاشين"، وكأنّهم يشاهدون عملاً عالمياً وليس عربياً.

أداء متميز ولافت قدّمه نيكولا معوض أثناء قراءته أشعار عمر الخيام، إذ جاء بأسلوب لغوي صحيح وبسيط أحبه المشاهدون، وهو ما كشف عن كواليسه وأسبابه قائلاً: "احب اللغة العربية الفصحى ولم تكن هذه المرّة الأولى التي أقدّم فيها عملاً بالعربية الفصحى للجمهور، فضلاً عن أنّني قدّمت مسرحيات في لبنان بنصوص مكتوبة باللغة العربية الفصحى، وهذا أصعب من الدراما والسينما، فليست هناك فرصة للوقوع في خطأ، كما أنّني اندهشت من مطالبات عرض العمل بالفصحى بدلاً من العامية، فمن المتعارف عليه أنّ العمل التاريخي، يُقدّم بلهجة البلد المنتج له".

لم يخش معوض المقارنة بينه وبين الفنانين الذين سبق لهم تقديم شخصية عمر الخيّام، إذ أكّد أنّه من الممكن أنّ يجسّد عشرة ممثلين شخصية تاريخية واحدة، كل منهم بالتأكيد ستكون له طريقته الخاصة والمتميزة، التي سيقنع الجمهور بها.

واختتم نيكولا حديثه لـ"النهار العربي" بتوجيه رسالة شكر إلى صنّاع "الحشاشين" جميعهم، سواءً من ظهروا أمام الكاميرا أو خلفها، كما أثنى على جهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المنتجة للمسلسل، على جهودها وإمكاناتها التي سخّرتها لهم من أجل تقديم عمل بهذه الجودة العالمية.

علق هنا