كيف تسلل ابن مدير (محكمة الثورة) إلى مؤسسة الشهداء ؟

بغداد- العراق اليوم:

كوارث و مصائب تحل علينا كلما قلبنا صفحات و وثائق من ملفات الدولة، و كلما وضعنا يدنا على ملف و غصنا في عمقه، بانت الأخطاء و الخطايا، و أدركنا سبب الهبوط المستمر لأدنى المستويات، وعرفنا كيف انهارت الدولة في غفلة من الزمن، و كادت أن تضيع و يضيع كل شيء مرة وحدة، لو لا تصدي البعض المخلص في ظرف عصيب.

سبب هذه المقدمة، هو ما كشفته وثيقة حصل عليها ( العراق اليوم)، تكشف قيام مؤسسة الشهداء باحتساب نجل المجرم (مسلم الجبوري) رئيس محكمة أمن الثورة، سيئة الصيت، المحكمة التي كانت الذراع القذر لأعتى نظام ديكتاتوري، في تصفية الاحرار و الوطنيين، نعم، قامت المؤسسة باحتساب نجل هذا المجرم في العام 2014، كشهيد، و تقاضت عائلته بموجب هذا القرار ملايين الدنانير، فضلاً عن الامتيازات التي تمنحها المؤسسة بموجب قانونها.

و ظلت عائلة هذا الشخص تتمتع بهذه الحقوق لغاية عام 2022، حتى جاء رئيس المؤسسة الحالي، عبد الإله النائلي، و هو رجل مهني، شجاع، و غيور، فأنهى هذه المهزلة، و ألغى قراراً اذى الشهداء و هم في عليائهم، و جرح ضمير عوائلهم، و أفرغ القانون من محتواه.

نعم، نجح النائلي في تلافي مثل هذه الجريمة الأخلاقية و القانونية، حين اكتشفها، كما كشف غيرها حين وجد أن ثمة من احتسب عناصر داعش كشهداء أيضاً، و لكن كم مثل هذا موجود وقد شملته قوانين العدالة الانتقالية، و كم مثل هذا قد تسلل إلى مفاصل الدولة الجديدة، و راح يخرب بها بكل ما أوتي من قوة.

هي دعوة لمؤسسة الشهداء التي نحترم جهدها الكبير الواضح، و دعوة لرئيسها الهمام، أن يستمروا بأبعاد ذوي البعثيين و اذنابهم عن المؤسسة و أن يدققوا جيداً، كي لا يسمحوا لأي متسلل بأن يسيء لهذا العنوان المقدس .

علق هنا