أطفال غزة في مواجهة التجويع

بغداد- العراق اليوم:

جاسم الحلفي

أقسى من الموت هي مشاهدة أطفال غزة وهم يشتكون من الجوع، ويتحثون عن تمنيهم الحصول على رغيف خبز ابيض. فقد اجتاح الجوع قطاع غزة بالكامل، وبالأخص في شماله، حيث وصل الى مستويات كارثية، بعد ان لم يجدوا ما يأكلونه. فبالإضافة الى معاناتهم من حرب الإبادة (جينوسايد)، يواجهون الآن الموت جوعا. وتبدو مظاهر الجوع والعوز والموت ماثلة للعيان، بعد ان اضطر الناس الى طحن أعلاف الحيوانات لسد رمق أطفالهم، الذين يواجهون ببطونهم الخاوية خطر الموت جوعا.

ومع تصاعد مستويات الجوع في غزة، يقترب الضمير الإنساني من الموت، وهنا نتذكر مقولة الفنان الكبير شارلي شابلن ان (الجوع لا ضمير له). والغريب هو صمت العالم وعدم اكتراثه بتحذيرات منظمة الصحة العالمية المتواترة من خطر الجوع في غزة، وقد ذكرت في أحدثها (إن غزة تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، بالتزامن مع خطر المجاعة المتزايد كل يوم). وأوردت تفاصيل مخيفة منها ان (93% من سكان غزة يعانون مستويات غير مسبوقة من الجوع، في ظل النقص في الغذاء وارتفاع مستويات سوء التغذية).

وقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية) في حين حذرت منظمة اليونيسيف من ( أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية). وفيما تحذر المنظمات الدولية من خطر المجاعة التي تجتاح غزة، وهي تعيش اقسى فترة مرت بها في ظل فاشية جيش الاحتلال الإسرائيلي، تذكر المعلومات انها تستند الى شروط معينة عند اعلانها وجود حالة المجاعة، من أهمها أن تواجه 20% من الأسر على الأقل، نقصا شديدا في الغذاء مع قدرة محدودة على التعامل مع الأزمة، وأن يتجاوز معدل الوفيات يوميا حالتي وفاة بين كل 10 آلاف شخص. وهذا ما يحصل الان في غزة امام مرأى أنظمة العالم التي سبق لها وملأت وسائل الاعلام ضجيجا بالحديث عن حقوق الانسان، وفي المقدمة منها الحق في الحياة والطعام الكافي للعيش الكريم.

وأمام حرب الإبادة والاجرام الفاشي الصهيوني والامعان في القتل الجماعي، وفي التجويع، يقف العالم صامتا متفرجا لا يرف له جفن.

علق هنا