الشرطة العراقية من العقيد نوري السعيد إلى الفريق عبد الأمير الشمري .. مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات ..

بغداد- العراق اليوم:



بعد أكثر من قرن من الزمان، و بعد أن شهدت على مختلف التحولات السياسية العاصفة في البلاد، بما فيها زلزال عام 2003، يبقى تاريخ الشرطة العراقية حافلاً بالاسماء و المنجزات، بدءاً من مؤسسها الأول، و أحد أركانها العقيد نوري باشا السعيد، و صولاً إلى وزيرها الحالي الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري.

ومثلما قاد البعض من الذين سبقوه، سواء أكانوا مدراء للشرطة العراقية، أو وزراء للداخلية، حيث تكون مسؤولية قيادة الشرطة جزءاً من مسؤولياتهم الوزارية، قاد الشمري جهوداً هامة لتحقيق أهداف عديدة، حيث نجح في فرض هيبة الدولة، وإنفاذ القانون بفعالية، بعد أن سادت الفوضى و الاضطرابات طويلاً، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها حتى وإن كان مذاقها مراً ..

 فمثلاً في إطار جهوده لمكافحة المخدرات، قادت وزارة الداخلية حملات قوية للحد من انتشار هذه الظاهرة الضارة، و لا تزال تحقق تقدماً ملحوظاً في هذا الاتجاه رغم أن مكافحة المخدرات عمل معقد فشلت في تحقيقه اجهزة شرطية دولية متقدمة، في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما .

ولم يكتفِ الشمري بذلك، بل سعى إلى معالجة المدمنين الذين تورطوا في الوقوع بين أنياب هذه الآفة الخطيرة، من خلال تأسيس وإنشاء مراكز ومستشفيات علاج  خاصة.

كما أسهم الشمري بشكل فعّال في مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، مع التركيز على إصلاح نظام الجوازات والبطاقة الوطنية.

 وقام بتعيين 37 ألف عنصر شاب على ملاك وزارته، لتعزيز القدرات التنفيذية للشرطة وتعزيز الأمان الوطني.

إضافة إلى ذلك، قام الشمري بجهود هامة للحد من عمليات المحسوبية في قبولات كلية الشرطة، وفتح آفاق التدريب والتأهيل للشباب المتحمسين لخدمة الوطن. بالتالي، ساهمت إصلاحاته بتعزيز مكانة الشرطة العراقية ورفع مستوى أدائها في خدمة المجتمع والمحافظة على الأمان والنظام.

ومهما قيل ويقال في امتداح تاريخ وحاضر هذا الجهاز الوطني البطل، لاسيما تضحياته العظيمة في مواجهة شرور الإرهاب ومقاتلة عصابات الشر المختلفة، فإن الحديث عن قادم ومستقبل هذا الجهاز، والآمال الكبيرة المعقودة على شباب الشرطة العراقية، في ظل توفر قادة أوفياء شجعان، أمثال عبد الأمير الشمري، وقبله كوكبة من الوزراء والقادة الأمنيين، أقول أن الحديث لايتوقف عند هذا الاستذكار البسيط، بل - وحتماً - سيسيل الكثير من حبر الصحفيين والكتاب والمؤرخين، وهم يتحدثون عن فتية وضعوا أرواحهم بين أكفهم، فتية لا تغمض عيونهم، كي ينام أطفال العراق بأمان ..

 

علق هنا