أين (حكومتنا الوطنية) من تصرفات تركيا المتغطرسة، وتصريحات سفيرها الوقحة؟!

بغداد- العراق اليوم:

مؤلم جداً، ومثير للغضب مشهد الجفاف الذي يضرب اطنابه في ربوع بلادنا، ومؤلم جداً، ومخيف هذا التناقص الرهيب في مناسيب دجلة والفرات، حد ظهور اليابسة وسط النهرين العظيمين، فيما تؤكد الجهات المختصة ان الجفاف سيتواصل في قابل الايام بوتيرة اعلى، وأن البلاد مقبلة على كارثة بكل معنى الكلمة.

هذا المشهد المثير، يقابلهُ استخفاف واستهزاء من قبل سفير تركيا في بغداد، الذي يريد أن يبرر هذه الفعلة الشنيعة من خلال سرقة حصة العراق المائية في حوضي دجلة والفرات، بأن العراق لا يعرف ادارة موارده المائية، وأنه يجب ان يحسن الاداء لتكفيه الحصة الشحيحة التي تطلقها بلاده.

هذه التصريحات المتعالية والمتعجرفة، يجب ان تقابل بموقف حازم جداً، وأن يسمع السفير التركي في بغداد كلاماً قاسياً، فالعراق ليس عاجزاً الى الحد الذي يسمح أن يتجاوز السفير التركي  مهام عمله، وأن يقوم بدور المندوب السامي في بغداد، فالزمان غير الزمان، وبغداد ومهما طالت واشتدت ازماتها السياسية الا أن لديها من أوراق الضغط والمواجهة الكثير.

ملف المياه، ملف وجودي، ومسألة حياة أو موت، العراق الذي يستورد من تركيا عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، قادر على قطع هذا المورد، وتأزيم العلاقة مع انقرة، وقادر على اللعب بأوراق وملفات يعرفها الاتراك النفسهم، ولا داعي لذكرها، لذا عليهم أن يسمعوا الصوت العراقي، وأن يتوقفوا عن هذه البلطجة والسرقة والوقاحة، فالعراق لن يسكت الى الأبد، وأن العالم وأن بدا خالياً من القيم، لكنه محكوم ايضاً بقوانين وموازين قوى ان اختلت اختل ميزان المصالح الدولية والأقليمية، وأن زمن الأمبراطوريات قد ولى، ويستطيع العراق ان يقلب المعادلة على رؤوس من يستخفون به في أي لحظة.

نأمل ان يواجه الموقف التركي بحزم اكبر، وأن تسمع كل دول الجوار العراقي الصوت القوي الذي يدافع عن حقوق البلاد، وأن لا تستثمر تلك الدول في مناخات الانقسام والتشظي التي للأسف لا تزال بوابة التجاوز على العراق وغمط حقوقه من قبل هذه الدول خصوصاً تركيا التي  نعرف ونعي حجم اطماعها ونعرف حجم ما تتسبب به من أّذى لهذه البلاد.

علق هنا