ابجديات الدولة في اعراف الكاظمي

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم) :

منذ أكثر من عامين، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي يعمل جاهداً على ترسيخ مفاهيم واسس واعراف جديدة لشكل الدولة ومؤسساتها، ويريد ان تتحول هذه المفاهيم والأسس والأعراف الى سياقات عمل قارة تحكم الواقع، وتؤسس عليه لمراحل جديدة في بناء نظام قوي بحضوره الشعبي الديمقراطي، لا بترسانة عسكرية واسعة وامنية صارمة مع اهمية هذه الأشياء، لكنه لا يريد ان يؤسس لدولة عسكريتارية وبوليسية غاشمة.

يلعب الكاظمي في مساحة جديدة، ويمارس ادوراً مهمة، تقوم على بنية تحتية اساسها المواطنة، وفوقية بتحويل مؤسسات الدولة الى رافعة اجتماعية تأخذ بيد المجتمع نحو تحقيق تنمية بشرية، وتعزيز حضور المواطنة الصالحة كعرف يقوم عليه فهم العلاقة التبادلية بين الفرد والجماعة، وايضاً علاقة تشاركية تقوم على أساس الحق الدستوري المؤسس لاحترام حقوق المواطن ورعايتها وايلائها الاهمية القصوى كونها مفهوماً حديث للدولة التي غابت عن العراق لعقود وعقود.

من يتابع اداء الكاظمي وحركته الدؤوبة سيعرف ان الرجل يعي كل مهمة ودور وحركة يقوم بها، ولعل نشاطاته الاخيرة في شهر رمضان الفضيل، تكشف عن وعي عال في البحث عن تعزيز حضور الدولة ومؤسساتها في حياة المواطنين من خلال تحسس معاناتهم ومشاركتهم لتفاصيل حياتهم اليومية، والعمل على الاستفادة القصوى من إمكانات وقدرات الدولة في تسهيل حياة الناس، و هذا تجلى بشكل مباشر في اجراءات الكاظمي السريعة لتعزيز التعاون مع الجهات المختصة لغرض حماية المواطن من موجة الغلاء المعيشي، والسعي أيضا لتفقد حياة الجهات والشرائح التي تحتاج رعاية اكثر كالجرحى والمسنين والعمال والكسبة وعموم تلك الطبقات المهمة.

نعم، نجح الكاظمي في تقريب مفهوم دور الدولة الصالحة في حياة الفرد، ويعمل الان على تكريس حضورها الميداني المباشر لا كأدة قهر وقمع ومصادرة، بل كأدة خدمة وحماية ومنح حقوق .

علق هنا