الكاظمي يضع العراق في صف الدول الديمقراطية الكبرى متحدثاً وحيداً عن العالم العربي، فهل باتت التجربة العراقية نموذجاً في الشرق الأوسط؟

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في " العراق اليوم" :

تحدث رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في القمة الافتراضية التي رعاها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن، وبمشاركة عالمية واسعة، كأول رئيس شرق أوسطي تستضيفه هذه القمة، لبلد ديموقراطي، ووضع الكاظمي النقاط على الحروف، مؤكداً للعالم الحر ان " الديمقراطية" ملاذ الأمم، وحصن الشعوب من العودة لعقود وقرون طويلة من الاستبداد السياسي والقمع والاقصاء والتهميش.

الكاظمي مثل بلده العراق في قمة اشرأبت لها الاعناق، وراقبتها العيون وعدسات الصحافة العالمية، وتابعها كل من له هم في الشؤون والقضايا الاجتماعية والإنسانية.

القمة ليست حدثاً عابراً البتة، بل  هي مسار جديد لتوحيد قوى العالم الحر، والعمل على ترسيخ ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحمايته من خلال الحوار المشترك بين الدول التي غادرت نادي الدول الخاضعة لحكم الفرد أو العسكرتارية الى حكم الشعب وآفاق المستقبل الرحب.

الكاظمي في كلمته التي ألقاها في القمة، قال ان الديمقراطية الناشئة في العراق واجهت تحدي الإرهاب الوحشي الذي حاول فرض إرادته، لكن الشعب العراقي هزم إرهاب داعش وغيرها عسكرياً وأخلاقياً، دون أن يفرط بفكرة الديمقراطية".

داعياً الى  تطوير منظور أوسع للديمقراطية يقرن بالعمل الدولي المشترك، ويشتمل على دعم التنمية المستدامة في البلدان النامية على وجه الخصوص.

هذا الحضور العراقي الملفت للنظر، اعاد للأذهان فكرة نشوء الديمقراطية في مجتمعات ما بعد الحرب والاستبداد، وعما اذا كانت هذه التجارب قادرة على ان تتحمل ضغط المحيط المعادي لفكرة التعدد الثقافي والتسامح والسلام المشترك القائم على حفظ حقوق الجماعات والمكونات الاساسية وترجمة الاختلاف السياسي الى فعل شعبي يتجاوز اطر العنف الى مديات الاختيار والانتخاب والتبادل السلمي للسلطة، والحكم الرشيد ومأسسة الدولة، والفصل بين السلطات، واعادة تموضع الهويات الفرعية بوصفها هويات اولية تفضي الى هوية المواطنة الصالحة المتساوية.

ان العراق على الرغم من هذا الكم الهائل من التحديات الثقيلة والتركة الكارثية، الا انه ماضٍ في مسار" الدمقرطة" ولا تراجع عنها تحت اي ظرف او ضغط  كما جاء قي تأكيد الكاظمي ذاته.

علق هنا