الكاظمي يعيد الاعتبار للهوية العراقية في مشروع وطني استعادي

بغداد- العراق اليوم:

يركز رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي منذ توليه المنصب على اهمية بناء هوية وطنية عراقية شاملة، وضرورة اعادة تعريف الوجود السكاني المتنوع في العراق على اساس هوية جامعة، لا ان يستمر توزيع الجماعات العرقية والدينية والاجتماعية والثقافية على اسس عنصرية وطائفية، ويريد الكاظمي ان يؤسس لذات  عراقية تكون فاعلة ومؤثرة في مشهديتها، لا ان تتحول الى كومبارس في مسرح يتصارع عليه الآخرون لضمان مصالحهم تحت دعوى التدخل لدعم تلك الجماعة او حماية ذلك المكون.

مشروع الكاظمي الجديد يريد ان يؤسس على رافعة ان العراق بهذا التنوع والثراء الديموغرافي يمكن ان يتحول لانموذج مشع في محيطه اذا ما استطاع تجاوز مشاكله الداخلية، وتغلب على خطاب الكراهية والبغضاء وانتهى الدولة الى مؤسسة محايدة لا تميل لجهة او جماعة على حساب اخرى.

بمعنى اوضح ان الكاظمي منذ عمله الثقافي، كان يحمل هم تحويل الوجود البشري في العراق الى وجود مواطنة صالحة، وان يبلغ العراقيون مرحلة الاندماج الاختياري وفق مبدأ الاعتراف المتبادل بالخصوصيات واحترامها، وتحويلها الى تنوع ثقافي لا دخل له بالجانب السياسي بشكل يصبح العرق او الطائفة هو البديل الذي على اساسه تبنى الدولة التي تنتهي الى قطيعة مع مكونات المجتمع الاخرى.

ان من يقرأ ما كان الكاظمي يكتبه ويدونه ككاتب سياسي وصحافي سيعرف ان للرجل مشروعاً هادفاً وحقيقياً، وانه يحمل هم نظرية استعادة العراق كدولة ومجتمع بعد عقود طويلة من الضياع في جحور الايدلوجيات ومسالخ الدكتاتوريات الدامية.

نؤمن ان قيادة هذا التحول " المواطني" ليس أمراً يسيراً في عالم تتفجر فيه النزعات الطائفية والمذهبية والقومية، ونعي صعوبة الامر، لكننا نؤمن بذات الوقت ان هذا المشروع يمكن ان يتحول لمشروع بناء دولة حديثة تحاكي حاجة المجتمع المدني، تخلص العراق من النزاعات المستمرة منذ وجود الدولة  فيه عام ١٩٢١ تقريباً.

علق هنا