عاطفة الكاظمي التي تصل حد البكاء خصوصاً أمام الأطفال الأيتام والمرضى، هل هي صفة جيدة، وهل يحق للقائد أن يكون عاطفياً جداً ؟

بغداد- العراق اليوم:

تقليدا فإن القائد الجيد في العقل الجمعي هو ذلك المتجهم، الشديد الملامح، العبوس الذي لا عاطفة له؛ ولا مشاعر، وهو الذي لا يضحك امام الكاميرات ولا يبتسم بوجه احد، أنه القائد الذي يملك قلب أقسى من الحديد ولا يرق لاحد.

هكذا نمطت الصورة الذهنية لدى الشارع عن القائد، وبات من الضروري جدا ان يخضع الزعيم لهذه المواصفات غير التقليدية، وإذا ما مر حاكم رقيق الجانب، لين الطبع، ترى الناس انقسموا فسطاطين، فمنهم المؤيد، ومنهم الرافض لمسح ذكورية المنصب وخشونته، فهولاء يريدون حاكماً بيده سيف لا يهاب ولا يخشى.

طبعا في المعتاد ان يكون الحاكم بشراً يخضع لطبائعهم ويتأثر بما يتأثرون به، وهذه المواصفات الآنفة الذكر إنما تمثل اسوء متخيل شعبي عن صورة الحاكم الذي نمطته الأنظمة المستبدة في عقل الشارع، اليوم يعكس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الصورة رأساً على عقب؛ ويظهر في الصورة الإنسانية الفضلى، إنسانا عاطفياً حنوناً يقترب من الأطفال، يداعبهم ويقاسمهم الضحكات البريئة، يفضل مجموعة من الأيتام على موائد الملوك والأمراء والساسة، فيقاسمهم وجبة أفطاره في اول ليلة رمضانية؛ وينحني عليهم كأب شغوف حاني، ويلامس شعورهم بكل هذه العاطفة الجياشة.

الكاظمي يكسر صنم ذلك القائد المحنط في المخيلة ويُخضع الحاكم والمسؤول لاعتباراته الإنسانية ويعيده إلى صورته كمواطن وكإنسان؛ لا نصف اله ولا هو ذاك المعزول في برج عاجي، لا يقترب من عليائه احد، ولا يفتح أبوابه لأي مواطن.

نعم فقد أعاد الكاظمي رسم صورة الحاكم والمسؤول بريشة فنان مرهف وشاعر رهيف، وأعاد الاعتبار لسمو الاخلاق الإنسانية قبل اي اعتبار وفق كل مسمى.

وأخيراً، هل يحق للقائد أن يكون عاطفياً؟

الجواب أصوغه على شكل سؤال:

ولم لا؟

أليس للقائد قلب ورح ومشاعر مثلنا ؟

علق هنا