لماذا يتنافس الصدر والحكيم والمالكي على التحالف مع البرزاني، ولماذا يفضل البرزاني التحالف مع الصدر؟

بغداد- العراق اليوم:

ثمة جهود وعمل دؤوب تقوم به ابرز القيادات الشيعية المؤثرة في المشهد، وثمة حراك من إجل استقطاب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني للانضمام الى أحد التحالفات التي تنوي هذه القوى ( الشيعية) خوض الاستحقاق الانتخابي المبكر عبرها.

شخصياً كشف عمار الحكيم الذي يرأس تيار الحكمة في وقت سابق من هذا العام عن مساعي حثيثة يبذلها للتحالف مع البرزاني لخوض الاستحقاق الانتخابي، فقد زار الحكيم في 22 شباط الماضي، اربيل وعرض من هناك على البرزاني التحالف لتشكيل تحالف انتخابي موحد مع قوى صغيرة ومحلية سنية وشيعية، ولم يفصح البرزاني عن موقفه حينها، لكن القيادي في الحزب الديمقراطي، فاضل ميراني، قال حينها أن " رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، طرح تشكيل مثل هذا التحالف ، مضيفاً انهم في الحزب الديمقراطي الكردستاني يبحثون المقترح، ولاحقاً سيبحثونه مع الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير .

على هذه الخطى يحث التيار الصدري مسيره أيضاً للظفر بتحالف انتخابي مع مسعود برزاني وحزبه، حيث كشفت مصادر مطلعة من هذا الشهر، أن التيار الصدري هو الأقرب من غيره لمزاج حزب (برزاني) وقد يفضله على تيار الحكيم في تحالف مشترك، نظراً لسعة تأثير وقوة تيار الصدر السياسي ازاء تيار الحكيم الذي يناضل الآن لأثبات وجوده في المرحلة المقبلة بعد أحداث تشرين السابقة.

واليوم يكشف القيادي في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، جعفر ايمينكي، عن تبلور مشتركات كثيرة مع التيار الصدري، وأنهم الأقرب لهم في قائمة التحالفات الانتخابية، حيث قال ايمينكي في مقابلة صحافية اجريت معه تابعها (العراق اليوم)، أن " هنالك تقاربا، لكن هذا لا يعني أننا ضد الاطراف الأخرى، فالسنة والشيعة أيضاً يرغبون بتحقيق التقارب، وبحسب متابعاتنا فإن الصدريين هم الأقرب إلينا من بين القوى السياسية، كما كان لتيار الحكمة مبادرة جيدة لنا وللاتحاد الوطني الكردستاني.  

وعن العلاقة مع زعيم دولة القانون، ورئيس الوزراء الأسبق، يقول ايمينكي، أنهم رصدوا تلميحاً من قبله لتحسين العلاقة، فيعلق قائلاً" هذا يعود إلى خبرة السيد المالكي، وهو يكن قدراً كبيراً من الاحترام للحزب الديمقراطي والرئيس بارزاني، ومن المحتمل أنه قد يكون نادماً عن بعض مواقفه، لكننا نبحث عن مصالح جديدة ونريد أن يكون في البيت الشيعي قوة قادرة على السيطرة على الشارع".

ويرى المحرر السياسي في (العراق اليوم) أن "العلاقة بين الأطراف الشيعية والحزب الديمقراطي الكردستاني، هي علاقة تخادم بالدرجة الأساس، فالكردستاني يبحث عن قوى شيعية وازنة تساهم معه بثقلها في تمرير قوانين وقرارات يحتاجها، لاسيما في ملف الموازنة بعد أن أيقن ان القوى الشيعية لم تعد قادرة على مسايرته، وانها باتت عاجزة عن ضبط ايقاع نوابها والزامهم بالتصويت لصالح قرارات تتخذها، ولذا فأن الكتلة الأكثر ضبطاً والاكثر خضوعاً لقيادتها، هي كتلة سائرون النيابية، ولذا فأنهم بالفعل الأقرب للبرزاني وحزبه، أو كما قال ايمينكي انهم يبحثون عن قوة في (البيت الشيعي قوة قادرة على السيطرة على الشارع)".

لكن ماذا تستفيد القوى الشيعية من التحالف مع البرزاني؟

يرى المحرر ان هذا عائد لبحث القوى الشيعية عن قوة عددية في المجلس النيابي القادم تمكنها من أن تكون صاحبة القدح المُعلى في صناعة رئيس الوزراء المقبل، وبالتالي فأن البرزاني يمثل الثقل الكردي الأكبر في مجلس النواب اذ يحتل الآن 25 مقاعداً من المجلس النيابي، وقد ترتفع حظوظه في الأنتخابات القادمة، ويكون قوة مرجحة في حال التنافس المتوقع بين القوى الشيعية المتقاطعة بشدة منذ الآن.

علق هنا