العاصمة بغداد تتحول الى محج دولي .. الكاظمي يواصل رسم مسار (المشرق الجديد) لبناء شراكة اقتصادية عربية موحدة

بغداد- العراق اليوم:

من المؤمل ان يصل الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الهاشمية الأردنية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس المقبل الى العاصمة بغداد، في إطار استكمال المشاورات التي بدأت قبل اشهر في العاصمة الأردنية عمان،  لتشكيل ملامح حلف عربي اقتصادي تعاوني سيكون الأول من نوعه خلال الثلاثة عقود الماضية.

حيث سيجتمع الزعماء الثلاثة، الكاظمي، السيسي، عبد الله الثاني في بغداد، لوضع اللمسات الأخيرة على اول مشروع عربي تكاملي من حيث التبادل الأقتصادي، والربط الكهربائي المشترك، ورفع عمليات التمثيل السياسي والدبلوماسي، وايضاً بلورة رؤية موحدة تجاه قضايا راهنة، حيث تكمن الرؤية في انضاج تفاهم شامل يخدم الشعوب، ويمنع تحول المنطقة الى ساحة صراع دولي، فضلاً عن لعب هذه الدول المتقاربة دوراً في خفض التوترات، والحد من عمليات الصِدام غير المرحب به في منطقة تعاني منذ عشرة عقود من أزمات متتالية.

ويرى مراقبون اعلاميون، أن" المشرق الجديد هو تحالف يرتكز على توظيف نقاط القوة لدى الدول الثلاث للاستفادة القصوى منها داخل التحالف، ففي الوقت الذي سيُمدّ فيه خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق وصولاً إلى ميناء العقبة في الأردن، ومن ثم إلى مصر، مما سيمكن العراق من تأمين خط تصديري جديد نحو أوربا، اضافة الى المميزات الاقتصادية التي يحظى بها  في هذه المنطقة".

فيما يرى المحرر  السياسي لـ ( العراق اليوم) ، أن " العراق سيكون بوسعه أن يعود رقمًا صعباً في المعادلة العربية، وسيتجاوز حالة الهشاشة التي عانى منها طويلاً، فضلاً عن قدرته على التأثير بشكل مباشر في السياسات العربية والدولية والأقليمية".

ورأى أن" المشروع يعد اول مشروع عراقي بعد 31 عاماً من غياب العراق عن اداء اي دور عربي او أقليمي، وسيعيد الكاظمي عبره انتاج دور عراقي محوري لا يمكن أن يتجاوزه أحد، وأن المنطقة ستستفيد منه في ملئ الفراغ الذي خلفه غياب بلد قوي ومؤثر كالعراق بعد حرب الخليج الثانية".

وأشار الى أن" دور العراق المُستعاد سيكون عاملاً لتهدئة المنطقة، فضلاً عن انعكاساته الجيوسياسية على كل المنطقة، وكذلك سيمثل فرصة ثمينة للعراق للتخلص من التدخلات الخارجية في قراره الداخلي، كما أنه سيجعل العراق في المنطقة الأقوى حيث يمتلك القدرات الأقتصادية والبشرية والعسكرية حتى، والتقارب مع بلد محوري مثل مصر، سيكون ذا تأثير على كل خارطة التوازنات في المنطقة".

ولفت الى ان " العراق سيتمكن لأول مرة في تاريخه من الوصول الى البحر الأحمر، والبحر المتوسط وسينوع خطوط نقل نفطه الى الأسواق العالمية، وهي خطوة ذكية جداً، لاسيما مع المخاوف من خطورة خنق الانتاج النفطي عبر مياه الخليج في مضيق هرمز، في أي مواجهة محتملة بين ايران وأمريكا او اسرائيل".

علق هنا