كيف يصنع الإعلام المعادي من الحبة (قبة)، وكيف ينظر للحدث العراقي بعين عوراء .. انفجار الدراجة النارية إنموذجاً ؟!

بغداد- العراق اليوم:

نتفهم الطبيعة الإشهارية، والبحث عن الإثارة التي يبتغيها محررو الأخبار، ومسؤلو غرف الأنباء في القنوات أو الصحف الإلكترونية، وهذا شيء مشروع، شرط أن لا يكون على حساب الحقيقة، وأن لا يكون موضوع الأثارة والبحث عن جذب للقارئ على حساب القيم الخبرية، والمصداقية، هذا اذا احتكمنا الى المهنية الأخبارية والصحافية في محاكمة عمليات التغطية الصحافية والتحريرية لأحداث العراق من قبل مسؤولي الأخبار في القنوات والصحف العربية، لكن اذا استحضرنا تاريخ من العداء والتزييف البسيط- منه والعميق- الذي مارسه الإعلام العربي (المعادي) ضد العراق منذ 2003، فسنعرف أن الحملات الاعلامية الزائفة، والفيك-نيوز واختلاط الرأي بالتحليل، وأختلاط مشاعر المحررين المعادية والمنحازة في تناول المواد الخبرية المبثوثة عبر وسائطهم، سنعرف ان نهج تضخيم الأحداث، وأستخدام مكبرات عالية الدقة في النظر على الأحداث الهامشية والصغيرة وتحويلها الى أحداث مهولة ومرعبة، وهذا هدفه واضح طبعاً، فالمواطن العربي يظن ان العراق الآن مسلخ كبير، وأن الموتى لا تزال جثثهم تغطي ارصفة الشوارع ولا أحد يرفعها من على الأرصفة.

ثقوا هذه الصورة التي طبعها الإعلام العربي في عقل وتصور المواطن العربي، ودمغ صورة العراق بها، وأخر ما حدث اليوم مع انفجار محدود، لم تتضح أسبابه او مسبباته، ولا يزال التحقيق فيه جارياً، فيما فضل موقع ( ميدل ايست اونلاين) الذي يصدر من لندن، أن يضع عنواناً مرعباً لتغطيته الأخبارية، حيث عنونً موضوعه بهذا العنوان الإستفزازي:

 (انفجار يهز العاصمة العراقية...!!)، وهذا زيف واضح، وهو خلاف الحقيقة، ولا ندري لماذا هذا التخويف والتضخيم لحادث أمني عرضي بسيط، لا يزال البحث عن أسبابه ودوافعه قائماً، وكان الأجدر بالمحرر ان يعرف مساحة بغداد وعقعها وأطرافها، ومدنها وقصباتها، حتى يذهب الى اختيار مثل هذا العنوان الذي يصور ان العاصمة قد استهدفت بصاروخ عابر للقارات!.

تصوروا ماذا ينطبع بذهن أي متابع او قارئ خارج بغداد، فضلا عن كونه خارج العراق، عن أنفجار يهز عاصمة بكبر وسعة بغداد!!.

لكن في المقابل، سنضع امامكم تغطية أخرى، ولا ندعي أنها الأكثر واقعيةً، بل هي ميدانية وجزء من المسؤولية الاخلاقية المهنية التي تستوجب ان يكتب الخبر بما هو عليه، لا بما يريده المحرر، أو مسؤولو التحرير، حيث تناول (العراق اليوم) هذا الأنفجار، عبر هذا العنوان (بالفيديو .. الدراجة النارية التي انفجرت شرقي العاصمة بغداد لم تكن مفخخة) مستندًا الى شهادات من مواطنين، فضلاً عن مادة فيديوية ملحقة وضحت الصورة بكل ابعادها للقارئ، ووضعته امام الحقيقة.

ولم يختلف الأمر أو يتقاطع مع ما نشره ( العراق اليوم)، حين كشفت خلية الإعلام الأمني بعد التدقيق والتحقيق الذي اجرته الأجهزة المختصة، عن ان سبب الانفجار، كان عبوة ناسفة ملصقة بالدراجة!

 هذا هو الفرق بين إعلام عربي للأسف لا يزال يكرر  روح الكراهية والعداء ويتمنى ان ( تُهز) بغداد كل ساعة كي يتمتع محرروه بكتابة عناوين مثيرة ومقززة كهذه!!.

علق هنا