بالصور .. أين ذهب رئيس الوزراء الكاظمي في يوم عيد الأم واعياد نوروز؟

بغداد- العراق اليوم:

لا يترك رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، فرصة أو لحظة استراحة او التقاط انفاس، أن تمر كما تمر على غيره من موظفي الدولة ومسؤوليها، حيثُ ينعمون بساعات استرخاء واستراحة، أو لربما في عوالمهم الخاصة، وهو حق مشروع لبني البشر،

لكن الكاظمي، الشخصية ذات الميول الأدبية والثقافية، والمُتشبع بالأنسانية الرفيعة، يحول دقائق هذه الساعات المعدودة لمحطة أخرى من محطات صقل المزيد من تلك الروح الشفافة، وهو يضع يده تارة فوق ايادي اطفال مصابين بمرض عضال، فيذهب نحوهم الى مدينة الطب، حيث يرقدون، ويداعبهم بكلمات أبوية حانية، ويستثير فيهم لحظة أمل، وتبرق من عيونهم البريئة التماعات الحياة الوثابة، رغم صعوبة وقسوة المرض الذي يحاصر طفولتهم.

من تابع تلك الزيارة، أنما رأى ذلك الوجع الذي طغى على ملامح وقسمات الكاظمي، فكانت ضحكاته وأوجاعه الداخلية مرجلاً يغلي، ويريد أن يكسر الحاجز النفسي مع هذه الطفولة المعذبة، ويفتح لهم مغاليق معتمة، بضوء في نهاية نفق، فيذهب بلاعب منتخب وطني شهير الى حيث طفل تمنى لقائه، فيتحقق أقصى أمل للطفل وللرئيس في أن يختطف ابتسامة صادقة من زمن قاس على هذا الكائن اللطيف البريء.

اليوم، وفيما أنشغل العراقيون والعالم كله للاحتفاء بعيد الأم، وكل منا هرول تجاه منزل أمه، وهناك حظي بلحظات حانية، ولامس مشاعر الأمومة بهدية صغيرة، حزم الكاظمي اوراقه وقطع كالعادة استراحته البسيطة، ليتوجه الى دار المسنين، الى دار ابائنا وأمهاتنا الذين جارت عليهم الأيام، ودارت عليهم الحادثات، وأنهك الزمن بقسوته المفرطة، وخذلانه البين، تلك الأرواح التي اختارت أو أُكرهت على ان تعيش في عوالم النسيان، لكن الكاظمي لم ينسَ، بل كانوا في ضميره حاضرين، ولم يرتح الا أن توسطهم بابتسامة مشرقة، وأمل واضح أيضاً بثه من خلالهم ولهم، ليقول لهم بلسان حال واضح: أن قست الأيام عليكم، وخذلكم من خذلكم، فأنا منكم، وفيكم وبكم، وسأكون لكم ولجميع من لا ظهر ولا سند له.

هذه الرسالة الواضحة، اراد الكاظمي ان يبرقها للجميع، فالرجل يبحث عمن لا نصير له لينصره، ولا ظهير يحميه، ليقف ظهيراً لهم بحزم، وهذه التفاتة واضحة منه، لشرائح مظلومة كثيرة ضيعتها سنوات الأهمال، وردمت اهوال الأيام الصعبة امامهم أي فرصة، فنالوا نسيان مجحف، وادركتهم فاقة لا يستحقونها، لكن ( الإبن) الكاظمي أتى لهم ليقول للأمهات المخذولات الباحثات عن فلذات اكبادهن، هنا انا ذا، اقف بينكن، وفي عيدكن، لاقول لكن سأطرد ومن معي تلك الأيام الموحشة، وسنقفل جميعاً بوابات الشر والأثام والمخاطر، علنا نحظى جميعاً بلحظات هانئة، ولا يضطر أحدنا الى المصي بعيداً حيث محطة النسيان البازدة.

 

علق هنا