أردوغان يعدل ياقة قميص الكاظمي ..وماذا في الامر ؟ البعض يبحث عن عزاء ليلطم فيه!

بغداد- العراق اليوم:



يواصل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي المضي في مفاوضات ومشاورات معمقة مع الجانب التركي، تتناول العلاقات الأقتصادية بين البلدين الذين يتجاوز معدل التبادل التجاري بينهما معدل العشرين مليار دولار امريكي، وملفات النفط وداعش ومستقبل سوريا والمنطقة، العقوبات الامريكية والصراع الايراني-  الأمريكي، وملف المياه، وملف الهجرة وغيرها من الملفات الثقيلة، كل هذا لا يثير شهية وسائل الاعلام العراقية او العربية، ولا تبحث عما ستفضي اليه مباحثات مثل هذه، وهي قضايا تهم الشرق الاوسط برمته، وتتعلق بحياة الناس بشكل جذري، كل هذا لا يثير، ولا يهم، المهم ان يبحث الاعلام العربي او العراقي عن لقطة عابرة يمد فيه مثلًا الرئيس اردوغان يده لتعديل ياقة قميص رئيس الوزراء التي لربما رفعها الهواء مثلاً.

هذا التصرف المنطقي والطبيعي الذي اراد به الرئيس رجب طيب اردوغان ان يقول لرئيس الوزراء الضيف انت بمثابة أخ، وصديق عزيز، وأني لا اتردد في تقديم أي خدمة تحتاجها، يحولها الإعلام المغرض الى حدث مهم، ويختزل الزيارة ومجرياتها بهذه التفصيلة الصغيرة جداً، والتي لا تذكر.

هل عرفتم الآن، كيف يخدعنا الإعلام، ويضللنا ويضيع علينا فرص كثيرة لنعرف قضايا تهمنا، فهل تساءل احدنا، ماذا يهمنا من قميص الرئيس او ملبسه او حركته، أو أي تفاصيل شخصية، قدر ما يهمنا مخرجات الاتفاقات التي سيعقدها، والتعهدات والألتزامات التي سيحصل عليها!.

لكن هذا  لايهم في وسائل اعلام تبحث عن القشور وتترك دوماً اللب!، ولذا ترى الاعلام العربي والعراقي ( جزء كبير منه على الأقل)  يعمل كوسائل بروبغندا صفراء ليس الا، فلا معلومات تنافس الأثارة الفارغة، تتبع العثرات أو القضايا الجانبية التي تتحول الى متن ومقدمات لنشرات أخبار وغيرها.

مشكلة هذا البؤس انهُ يتحكم للأسف بوعي ورأي شرائح عامة من المجتمع، ويخاطبها عبر تأثيره لذا ترى أن ظاهرة السطحية الشديدة وغياب النظرة المحللة للأمور يحول المتلقي الى مجرد آلة تعيد انتاج الخطاب الاعلامي ( الفارغ) واجتراره ليس الا.

علق هنا