في الذكرى الثلاثين للغزو الصدامي، الكويتيون ينتجون فيلماً متحيزاً يحكي قصة مأساتهم، دون مراعاة لخسائر العراقين وضياع مستقبلهم!

بغداد- العراق اليوم:

قبل ثلاثين عاماً، غزا صدام حسين دولة الكويت المجاورة وأعلنها “المحافظة رقم 19” للعراق، أما اليوم، فقد أعاد معارضوه، الذين باتوا في السلطة العلاقات مع الجار الإستراتيجي، لكن جراح حرب الخليج الثانية لا تزال قائمة بالنسبة للكويتيين والعراقيين .

من بغداد إلى البصرة، ومن كركوك إلى بابل، يجمع العراقيون على أن الغزو الذي بدأ في الثاني من آب 1990 واحتلال الكويت الذي انتهى في السادس من آذار 1991 بتدخل من تحالف دولي قادته واشنطن “كان بداية النهاية.

وتداولت وسائل اعلام ومدونات على مواقع التواصل استعداد تلفزيون الكويت، للذكرى الـ30 للغزو العراقي إبان حكم النظام السابق برئاسة صدام حسين، يستعد لعرض فيلم “عزيزة” المقتبس من قصة حقيقية تنطلق أحداثها يوم 2 أغسطس في حديقة الحيوان.

والفيلم يحكي بشكل مباشر وغير مباشر مأساة الكويتيين أثناء وبعد الغزو الصدامي برؤية سياسية وسينمائية كويتية، دون مراعاة للأثمان الباهظة التي دفعها الشعب العراقي بسبب هذا الغزو، فالكويتيون للأسف لم يروا حتى هذه اللحظة - لاسيما الفنانون منهم - ان الشعب العراقي خسر الكثير بسبب غزو صدام للكويت، وقد تكون خسائر العراقيين البشرية والمادية والمستقبلية أضعاف خسائر الكويت

فصدام حسين دمر العراق بغزوه الكويت، وحطم مستقبل اجياله أيضاً، لذا يجب أن يتخلص الفنانون والأدباء الكويتيون الذين أنشدوا لصدام، وتغنوا ببطولاته في الحرب العراقية الإيرانية، من عقدة الشعور بالذنب بسبب هذا التغني والمديح المبالغ فيه لحارس البوابة الشرقية. و (سيف العرب)، وأن لا يعلقوا هذا الشعور السايكولوجي المرهق، في أعناق العراقيين الأبرياء، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل هذا الغزو. لقد نقسمت اراء المدونين، بين مؤيد للغزو حيث يعتبر صدام بطلاً بدخول الكويت وتنفيذ تهديده للامير حينها، ومعارض يعتقد بان تلك الخطوة كبدت العراق خسائر فادحة يدفع العراقيون ثمنها الى اليوم، وسيبقون يدفعون .

والفيلم الجديد، من إخراج عبد العزيز الجناحي وسيناريو وحوار عبد العزيز الحداد، وبطولة مشاري المجيبل وعبد الله الطراروة وأسامة البلوشي وحصة النبهان وعلي القلاف ويوسف حياتي.

وقال الفنان مشاري المجيبل، عن دوره في هذا الفيلم: “أجسد دور شخصية سليمان، حيث أقوم مع علي شقيقي بإطعام 740 حيوانا يوميا في الحديقة نفسها، لأنه وصل عدد الحيوانات بعد الغزو العراقي ما يقارب الـ32 حيوانا بسبب عدم الاهتمام والجوع وحالة البلد نفسها في الوقت نفسه”.

وأضاف: “الفيلم مقتبس من قصة حقيقية وحصلت العديد من الأحداث بالفيلم على أرض الواقع، وفكرة الفيلم بشكل عام هي الاهتمام بالحيوانات حتى في أقصى الظروف”.

ويعبر مدونون كويتيون وسعوديون ايضا عن ارائهم، بشأن الغزو والخلافات والخيانات التي حدثت وسهلت وصول الجيش العراقي الى الكويت .

وسجلت الكويت بعد الغزو، كل الدمار وعمليات القتل والتعذيب والسجن، وحددت خسائرها، وقدمت الأمم المتحدة الفاتورة إلى العراق.

وخلال ثلاثين عاماً، دفعت بغداد 51 مليار دولار، ولا يزال العراق، الذي يشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه اليوم، مديناً بنحو أربعة مليارات دولار.

واستغرق إصلاح العلاقات بين البلدين 20 عاماً. ولم ترفع الأمم المتحدة العقوبات التي فرضتها في العام 1990، إلى في العام 2010، أي بعد سبع سنوات من سقوط صدام حسين.

ورغم ذلك، لا تزال الخلافات الحدودية قائمة، إذ أنّ العراق يعترف بالحدود البرية التي رسمتها الأمم المتحدة في العام 1993، لكنه يعتبر أن حدوده البحرية تمنعه من الوصول إلى الخليج، وهو أمر حيوي لاقتصاده. ولذلك تعتقل البحرية الكويتية الصيادين العراقيين بانتظام.

أما المفقودون، فلا يزالون بالآلاف من الجانبين. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتم إعادة سوى 215 كويتياً و85 عراقياً.

لكن بالصورة الكبرى، تحسنت العلاقات بشكل كبير بين البلدين. وفي العام 2018 استضافت الكويت مؤتمراً للمانحين لإعادة بناء العراق، وكانت أول من ساهم بمبلغ ملياري دولار.

علق هنا