مسيحيو قرقوش يستقبلون مقاتلي الجيش والحشد الشعبي بالزغاريد

بغداد- العراق اليوم:  واصلت القوات العراقية الاربعاء تقدمها نحو قرقوش، اكبر البلدات المسيحية في البلاد، بهدف استعادتها من تنظيم داعش، في اطار العملية العسكرية الضخمة التي بدأت الاثنين في اتجاه مدينة الموصل. فيما قالت مصادر لـ"العراق اليوم" ان أهالي المدينة هرعوا لاستقبال مقاتلي الجيش والحشد الشعبي بالزغاريد والهتافات. واقتحمت القوات العراقية الثلاثاء ضواحي قرقوش التي تقع على بعد نحو 15 كلم جنوب غرب الموصل.

وحققت العملية التي تنفذها القوات العراقية، وتعد الأكبر منذ سنوات، تقدما سريعا خلال اليومين الماضيين.

وقال ضابط عراقي ان قوات من مكافحة الارهاب التي تولت مهاما صعبة خلال عمليات نفذتها القوات العراقية في الفترة الماضية، تسيطر على قرقوش.

وأوضح الضابط وهو برتبة عقيد في القوات البرية وكان يتحدث من قاعدة القيارة، أحد أكبر مقار القوات الامنية العراقية في المنطقة، لوكالة فرانس برس "نحن نحاصر الحمدانية الان"، في اشارة الى المنطقة التي تقع فيها بلدة قرقوش المسيحية.

وأضاف "نقوم باعداد خطة لاقتحامها وتطهيرها بعد ذلك". وتابع "توجد جيوب وتدور اشتباكات وأرسلوا (الارهابيون) سيارات مفخخة، لكن هذا لن ينفعهم".

واحتفل مئات المسيحيين بتقدم القوات العراقية نحو بلدتهم التي اضطروا للفرار منها حين سيطر عليها تنظيم داعش قبل سنتين.

وقال احد المحتفلين وهو صحافي يدعى حازم كاردومي "اليوم يوم مبارك. ما من شك في ان ارضنا ستتحرر، ونشكر الرب ويسوع المسيح والعذراء مريم".

وقرقوش هي اكبر بلدة مسيحية في العراق وكان يعيش فيها خمسون الف شخص عشية استيلاء الارهابيون عليها في آب/اغسطس 2014 في هجوم دفع بالغالبية العظمى من أبنائها الى الفرار.

وقال بونوا فرج كامورا، رئيس جمعية "الاخوة" في العراق، وهي منظمة إنسانية فرنسية لدعم الاقليات، "كانت البقعة التي تجمع العدد الاكبر من المسيحيين في مكان واحد، وهي تحمل بعدا ورمزا قويين".

وتسعى القوات العراقية الى محاصرة مدينة الموصل من جهات عدة بينها المحور الجنوبي حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقا من قاعدة القيارة على امتداد نهر دجلة.

وباتت القوات العراقية الاربعاء في قرية باجوانية الواقعة على بعد حوالى 30 كيلومترا جنوب الموصل.

وفي الموصل، قال سكان ان العديد من الشوارع تغلق امام حركة المرور ليلا وتكون نصف فارغة اثناء النهار.

وقال احدهم معرفا عن نفسه باسم ابو عماد "معظم المتاجر لم تفتح ابوابها هذا الاسبوع. فقط المتاجر الصغيرة تفتح لساعات قليلة في اليوم".

واشار الى ارتفاع الاسعار منذ بداية العملية، فضلا عن سعر الصرف، حيث يتم تداول الدولار عند 1.600 دينار في السوق السوداء مقابل 1.400 الاسبوع الماضي.

وافاد مصور ان عائلات كثيرة خرجت من منازلها أمام القوات الحكومية المتقدمة وهي تلوح برايات بيضاء.

وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة الاتحادية "تدقق قواتنا في الهويات الشخصية مقارنة بمعلومات من مصادر محلية للبحث عن عناصر من داعش".

وبدا معظم الرجال والشباب بلحى طويلة، لان الارهابيين كانوا يحرمونهم من حلاقة ذقونهم.

وتوجه أحد السكان الذي قدم نفسه باسم ابو عبد الله ويعمل راعيا نحو جندي عراقي يسأله الحصول على سيكارة. وقال "حرموني من التدخين منذ عامين".

علق هنا