هل سيقود الكاظمي حملة لتدمير الدولة الفاشلة المحيطة به؟

بغداد- العراق اليوم:

اثار مراقبون للشأن السياسي، اسئلة مهمة تتعلق بمهام الحكومة الانتقالية التي نجح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تشكيلها مؤخراً، ونال اغلب اعضائها الثقة تحت قبة مجلس النواب، بعد جولة تفاوضات مارثونية قادها الرجل بهدوء وصمت واتقان عاليين، واستطاع ان يتجنب فخاخ كثيرة، نصبت له في طريق، ظنه البعض انه غير سالك، وأن قدرة الرجل على المناوة والتفاوض ضعيفة، ونفسه في المطاولة اقصر مما يجب، لكن الوقائع اثبتت خطل ذلك الرأي، واثبت الرجل انه خير خيار للقوى الشيعية التي تقدمت به كمرشح تسوية وتوافق، بعد سلسلة من الترشيحات غير الموفقة.

 الكاتب والمحلل السياسي، زيد علي، قال لـ ( العراق اليوم)، أن " مهمة الكاظمي صعبة ومعقدة للغاية، بل وفي غاية التعقيد، لكنه يملك جزءً كبيراً من الحلول، وقد يكون اختبار التفاوض المضني الذي قاده في سبيل اقناع كتل نيابية كثيرة بمثابة البوابة التي ستمهد له الطريق، لحوارات وخطوات اجرائية تعزز من دور قوى الدولة مقابل تضاؤل تدريجي لقوى اللا دولة التي أرادت وتريد ان تُفشل مهمة الرجل، تحت ذرائع وأسباب واهية".

وأضاف علي، أن " امام الكاظمي الآن مهمة، وهي بصراحة اشبه بالنافذة التي يجب ان يطل منها، فقوى اللا دولة، أو الدولة الفاشلة قد اوصدت الأبواب تماماً، ولم يبق امامه سوى كوة ضيقة، عليه ان ينفذ من خلالها، ويبدأ بالإجهاز على هذه القوى ليعود هو فاتحاً الأبواب للإصلاح السياسي والاداري والاقتصادي والأمني الشامل".

من جانبه، قال المراقب السياسي سلام التميمي، أن " تدمير  أرث الدولة الفاشلة، مهمة ليست سهلة ابداً، أنها قوى قارة في القاع والعمق السياسي، محمية بارادات ومصالح متشابكة، مدعومة بشبكة مصالح داخلية وخارجية، ومهمته امامها قاسية، لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يعرف ويدرك أين تتركز هذه القوى، ولديه تصور عن عناصر قوتها، ويعرف أيضاً عناصر ضعفها، لذا فأن القاعدة التي يجب ان يسير عليها منذ اليوم، هي الشك بكل السياسات والافكار والاستراتيجيات المطروحة، واعتبارها موضع شك وفاشلة، الى أن يثبت العكس".

واضاف أن " تدمير الدولة الفاشلة، الخطوة الأولى لاقامة أسس الدولة الناجحة، وهل يستطيع أحد ان ينكر ان لدينا الآن دولة فاشلة، اقتصادياً وسياسياً، وأمنياً، وإدارياً، وأن ما كانت تمضي عليه الحكومات السابقة، هو المزيد من مراكمة الفشل السياسي والاداري والاقتصادي والأمني، والسير قُدماً نحو تعزيز دور قوى اللا دولة في جسد المؤسسات المختلفة".

ورأى الكاتب والصحفي، حسن الخفاجي، ان " مرحلة قاسية وشاقة قد طويت، وأن صفحات لكتابة سيرة وطن جديد قد فتحت الآن، ونحن اخترنا عقلاً ستراتيجياً، وقدرة على الضبط وبناء رؤية وافكار ستراتيجية مغايرة قد تمت، ولمسنا من خلال برنامج الحكومة الذي طرحه الكاظمي، بأن عصر دولة الفشل الأسود قد انتهى، عسى ان تبدأ دولة الأشراق في العراق بالظهور والتشكل بعد ان تشابكت الآمنيات في الخلاص من سنوات اللا دولة لدى الاغلبية الكاسحة من ابناء الشعب العراقي".

علق هنا