دراما رمضان العراقية في (الشرقية) وشبيهاتها .. استهزاء بعقائد الشيعة وتسخيف لأبناء الجنوب مجدداً !

بغداد- العراق اليوم:

واصلت شركات انتاجية وقنوات تلفازية عراقية، معروفة التوجهات الفكرية، تقديم اعمال رمضانية على شاشاتها التي تحصد الآن متابعات عالية من العوائل العراقية التي اضطرها الحجر المنزلي للانشغال بمتابعة هذه الأعمال، ولكن دراما هذا العام التلفزيونية لم تختلف عما سبقها من مسلسلات اخذت نهج السخرية اللاذعة، وأيضاً التركيز على فئات اجتماعية دون غيرها، فيما رأى مراقبون وفنانون ونقاد أن " هذه الدراما غير بريئة، وتصب دائماً في إطار سعي فكري لترسيخ مفاهيم وتصورات عن الآخر، على أنها حقائق لدى المتابع".

ورأى محمد سيف وهو ناقد فني، تحدث لـ ( العراق اليوم)، أن " نمط اعمال قنوات الشرقية على سبيل المثال، ثابت التوجه، وواضح الأهداف والنوايا، وتذهب دائماً الى المنطقة التي يرغب ممول هذه القناة العمل فيها، حيث السخرية اللاذعة من ابناء مكون واحد، واللعب على أوتار المتناقضات، والبحث وتصيد المواقف التي يمكن أن توازن " الأخطاء"، أو حتى تصوير الضحايا على أنهم جزء من المشكلة، أو لربما تصويرهم بأنهم جلادين بالأساس".

وبين أن " هذا المنهج واضح، وقد انضمت قنوات أخرى الى هذا النهج مؤخرًا، كما في ما تبثه مثلاً قنوات الـ Utv، وقناة الـ  MBC عراق المملوكة للسعودية، حيث تنميط صورة الجنوبي في كونه بؤرة للتخلف، وأيضاً تصوير الريف الجنوبي على كونه ايضاً رمزاً للعبودية والاضطهاد، وطغيان العرف الظالم على القانون، وبذا تكون بيئة الجنوب دوماً في إطار التصور الذهني ببعدها عن القانون وكونها بيئة خصبة للجريمة والافلات من العقاب".

فيما اشار علي هادي، وهو فنان شاب، الى أن " الاشتغال في مساحة الواقع العراقي، ومحاولة اسقاط رؤية ايدلوجية على العمل الفني هو ما نلمسهُ الآن في الاعمال المقدمة، والتي يمكن أن تلمس فيها بعداً ابداعياً، كما هو الحال مع ما تقدمه قناة يو- تي في المملوكة لآل الخنجر، ولاسيما العمل الدرامي بنج عام، وهو لا يزال يعرض على شاشة هذه القناة، والذي يمثل جزءً من اعادة تعريف بعض ما يجري على الساحة العراقية، درامياً، وإن كانت هناك بعض الهنات، وبعض السقطات كما حدث في موضوع الاساءة للمكون الايزيدي".

هذا واستنكرت وزارة الثقافة والسياحة والآثار المس بالمكون الأيزيدي مبينة أنها تتابع باهتمام بالغ ما أثير من ضجة بشأن المسلسل الدرامي الانتقادي (بنج عام) الذي يعرض على قناة utv ولا سيما الحلقة التي تناولت مأساة الطائفة الأيزيدية.

وبحسب بيان للوزارة اطلع عليه ( العراق اليوم)  شددت فيه على الأهمية الكبرى التي تؤديها الدراما بوصفها أداة مهمة من أدوات التعبير عن الواقع وتسليط الضوء على المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية بغية إيجاد حلول عملية ضمن إطار درامي وفني مقبول.

وتابع "لذا فإن الوزارة تهيب بصناع الدراما بأن يلتزموا بالضوابط المهنية والأعراف الاجتماعية عند تناولهم القضايا المطروحة وهي ترحب بأي عمل يتناول الحياة الاجتماعية في العراق من دون إسفاف أو استهانة بأي مكون تحت أية ذريعة".

هذا وقد أعلنت النائبة السابقة عن المكون الأيزيدي، فيان دخيل، عن المباشرة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق قناة يو تي في وكادر مسلسل "بنج عام" وهيئة الإعلام والاتصالات لما اعتبرته عرض أحداث "سبي الإيزيديات" في المسلسل بطريقة "مسيئة للقضية وتضمن مفردات سوقية خادشة للحياء" فيما طالبت الحكومة العراقية بأخذ دورها.

علق هنا