من وراء الـ " Fake news"، وما قصة الوزيرة التي تعمل في السفارتين البريطانية والأمريكية!!

بغداد- العراق اليوم:

ثمة ماكينة هائلة تعمل في العراق، وتدور ليل نهار، أنها الماكينة الأكثر انتاجاً في البلاد، والتي لا تتوقف عن الدوران حتى مع الأغلاق العام، والحجر الصحي الذي اجتاح العالم، وعطل كبريات الشركات والمصانع، هل عرفتم من هي هذه " الماكينة"، أنها الماكينة الأكثر تأثيراً في المشهد، أقصد ماكينة انتاج الاخبار المفبركة والزائفة، والتشويش المقصود الذي يراد منه، التغطية على كل الاخبار الصحيحة، وضياع الحقائق وسط كم هائل وتلال من " الفيك نيوز" الذي تتداوله " المجموعات في وسائل السوشيال ميديا"، ولا سيما مجاميع " كروبات الواتساب" الاكثر فاعلية الآن في المشهد السياسي، ولربما الاجتماعي في البلاد.

مناسبة هذا الحديث هو ما يتم تداوله حالياً من أخبار مفبركة وزائفة عن رفض كابينة الكاظمي، وثمة تسريبات متواصلة عن اجماع في تحالفات (الفتح - القانون- سائرون) على رفض مثل هذه التشكيلة التي تسربت لوسائل الاعلام!، والحقيقة ان لا وجود لمثل هذه التحركات ابدًا، والحقيق الاخرى إن مثل هذه الانباء المتداولة يراد منها التشويش وتعطيل المفاوضات التي تجري في اروقة هذه الكتل والكتل الأخرى من إجل الوصول الى صيغة ترضي كل الاطراف في تأليف حكومة وطنية ممثلة للجميع تضطلع بمسؤولياتها تجاه العراق، وتنهي هذه "المهزلة"، مهزلة ان يبقى العراق بلا حكومة قادرة على تنفيذ التزاماتها تجاه المواطن.

إن هذا التداول الهائل لمثل هذه التسريبات والأخبار الزائفة، يمثل تحدياً حقيقياً لوسائل الاعلام والصحفيين الجادين في فرز الحقائق، وبالتالي نشرها للرأي العام، كما ان طغيان الـ " Fake news"على المشهد، سيفقد الاخبار  تأثيرها، ويعزز القناعة التامة بأن وسائلنا الإعلامية تفتقد للدقة والمصداقية، وأيضاً سيعطي الجهات التي تريد تعقيد وتخريب المشهد الصحفي الفرصة الأكبر في تمرير اجندتها، ونعتقد جازمين ان هذا سيخسر الاعلام فرصته في بناء قواعد تواصلية مع المتلقي العراقي، لصالح قطاعات اعلامية اجنبية وعربية!.

لذا نتمنى ان تتعاضد وسائل الاعلام مع الناشطين في هذا الحقل على التركيز على الحقائق فقط، ومراعاة الظرف الأمني والصحي والاقتصادي الذي يعيشه المواطن العراقي، ونفاد صبره من أزمات تتبع ازمات، ولاسيما مع حكومة مريضة وعاجزة ينتظر الخلاص منها بأقرب فرصة، وقبرها لتبدأ مرحلة أخرى، وأيضاً مع توافر النوايا السياسية الآن لانجاز مثل هذه المهمة الوطنية.

والواقع ان كل مواطن عراقي ينتظر ان تنجح مهمة الكاظمي في تأليف الوزارة الجديدة، فهو خيار وطني اجمع عليه (الشيعة والسنة، والكرد) من إجل انهاء الوضع المأزوم، ولسنا في وارد الدفاع عن الكاظمي، لكن النجاح الآن ضرورة حياتية ملحة، مع امكانية مناقشة بعض الاسماء المقترحة التي لا تحظى باجماع وطني وشعبي، ويمكن لوسائل الاعلام ان تلعب دوراً في هذا المجال، ولكن الهدف النهائي، هو حماية المصداقية الاعلامية، وقبلها حفظ مصالح البلاد العليا.

لسنا ضد نقد أي شخصية مرشحة لنيل حقيبة وزارية، ولكننا نستغرب من التهويل ومحاولة التسقيط المبكرة دون أسباب واضحة، ولنذكر مثالًا بسيطًا على هذا، فما أن تم تداول أسم مرشحة تركمانية لتكون وزيرةً في حكومة الكاظمي لشؤون المرأة، حتى انبرت شخصيات ومواقع تواصل اجتماعي لتقول مرةً ان هذه الوزيرة المقترحة موظفة في السفارة البريطانية!، ومن ثم انبرت مواقع باتجاه أخر لتقول للرأي العام أنها موظفة في السفارة الامريكية، ولا ندري هل يجهل هولاء الفرق بين السفارتين، وهل ان السفارة الامريكية والبريطانية سفارة واحدة؟، هل يجهل هولاء الفرق ام أن الامر مجرد ضخ اعلامي لعرقلة العجلة عن الدوران، ولمصلحة من ؟.

علق هنا