مراقبون يتوقعون فشل علاوي بتشكيل الحكومة المقبلة تحت ضغط المرجعية وغضب ساحات التظاهر !

بغداد- العراق اليوم:

توقعت أوساط سياسية ومراقبون للشأن الداخلي، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء المُكلف محمد توفيق علاوي سيفشل في تشكيل الحكومة المرتقبة، بعد أن أمتدت موجات الرفض الشعبي الساخط على طريقة ترشيحه من أقصى جنوب العراق الى العاصمة بغداد، فيما أشار محللون، أن "علاوي لن يطاول تحت هذا الضغط الهائل والمتزايد كل ساعة، وسيترك التكليف قريباً، لاسيما مع توقع سقوط ضحايا من المحتجين الرافضين وسفك دماء بريئة من الشباب العراقي".

وأشار المراقب للشأن السياسي، حسن الخفاجي، الى أن " موجة الاحتجاج الشعبي والتظاهرات كان من المتوقع ان تتراجع مناسيبها بعد أن يُعلن رئيس الجمهورية عن ترشيح رئيس الوزراء، لكن الي حدث عكس ذلك، حيث شهدت ساحات التحرير في بغداد والحبوبي في الناصرية والبحرية في البصرة وثورة العشرين في النجف، والتربية في كربلاء والساعة في الكوت، وفي مدينة العمارة، موجات هادرة من المتظاهرين الرافضين لهذا التكليف الذي أتضح أنه صفقة سياسية، عقدت بين الطرفين اللذين شكلا حكومة عبد المهدي الفاشلة".

وبين في حديث لـ " العراق اليوم"، أن " هذه الصفقة لن تمر على أي حال، حتى مع استخدام التيار الصدري، لقوات سرايا السلام في محاولة فض الاحتجاجات الشعبية في التحرير، فالرفض الشعبي تصاعد أواره، وسيكلف علاوي الكثير قبل غيره".

فيما رأى الناشط المدني، علي حسين الربيعي، أن " طريقة تكليف علاوي فيها تجاوز على مطالب الشعب الغاضب من طريقة الصفقات الغامضة، والتحاصص، فضلاً عن كونه ضرباً لتوصيات المرجعية التي نادت بشخصية غير جدلية، وغير مجربة سابقاً، فلماذا أًصر العامري والصدر على تجاوز هذه التوص ولجئا الى محاولة الفرض بالقوة لمرشحهم".

وبين أن " علاوي شخصية مسالمة، ولن يستطع قطعاً تحمل سقوط دماء جديدة بسبب إصراره على هذا التكليف، لذا نتوقع أنسحابه، وحتى مع استمراره ومضيه على هذا التكليف، فنحن نتوقع كناشطين أن هذه الحكومة لن تمر في مجلس النواب، فهذا المجلس ومهما قيل عنه، لن يتحمل مسؤولية تاريخية في مصادرة ارادة الشعب العراقي، وسلب حقه في اختيار رئيس وزراء مستقل بشكل حقيقي".

وأشار الى أن "التظاهرات ستتصاعد مع التوقع باستخدام القوة المفرطة من قبل بعض القوات والتشكيلات الأمنية وقوى الطرف الثالث، الا أن هذا لن يثني المطالبين بحكومة مستقلة عن هذا المطلب، ولن يكفوا عن التظاهر السلمي مهما كانت التضحيات جسيمة وكبيرة، فالهدف أكبر بالتأكيد".

الى ذلك، توقعت مصادر سياسية، أن  علاوي سيواجه صعوبات حقيقية في عملية تأليف حكومته، فالكتل السياسية السنية والكردية لديها مطالب تعجيزية، فضلاً عن رفض شيعي واضح لاسيما من ائتلافي النصر والحكمة وكذلك دولة القانون فهل سيمضي علاوي بجناح تحالف الصدر والعامري دون هذه القوى، لذا فأن المؤشرات كلها تدل على إنسحاب قريب من الحلبة، ورجوع الجميع الى المربع الأول".

وحملت هذه الأوساط، تحالفي الصدر والعامري المسؤولية عن إطالة عمر الأزمة بهذه الاجراءات التي كان يمكن أن تختزل بتعيين رئيس وزراء غير جدلي ومستقل ليقود المرحلة الانتقالية.

علق هنا