في الطريق الى الحسين "ع" : حكاية قائد في الجيش العراقي يروي سعادته وهو يمشي الى كربلاء الاربعين

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الركن احمد الساعدي

وجدت نفسي اسير الى الحسين"ع" وارواح ملايين الزائرين قبل ان اسير بقدمي على تراب كربلاء زحفا الى ضريح سيد الشهداء.

من يسير الى ضريح الامام يشعر ان الحسين معه يجاوره في خلجات نفسه ويحاوره عبر صروف الدهر وتوالي السنوات والقرون وكأن المسافات تنطوي مثل كتاب مفتوح وكربلاء الواقعة والقضية تتماثل امام العيون مشهداً انسانياً تتجلى فيها معاني البطولة والشجاعة والاباء..

سرت مع جموع الزائرين وكأن الحسين ع بانتظاري مع الملايين الذين يأمون سيد الشهداء..

كنت اقطع الطريق بهمة عالية وكأنني في مهمة عسكرية وارادة صلبة لاتلين، وروح صابرة على حر الطريق ومكابدة الساعات الطويلة من السير على قدم الروح !.

لفت نظري هذا الزحف المليوني الى مقام الامام لكن ما شدني هو لهفة الزائرين التي تتحرك قبل اقدامهم الى ضريح سيد الشهداء ..

هذا يعني ان الامام الحسين "ع" ليس رجلاً عادياً او حتى زعيماً روحياً كبيراً .. انه سيد الشهداء وامام المتقين ونصير المستضعفين وامام الثائرين.

لهذا سار في مسيرة الحسين "ع" ويسير في كل عام كل الاحرار والثوار في العالم، والعراق هو ارض الثورة والحرية وقضية الكون وقد اجتمعت الامم وتجتمع على ضريح الامام ، وتسير في شارع الحسين كل الدنيا ويأتي العالم الينا ويتحول الحسين "ع" الى حدث وقضية ولحظة الكون المدوية في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة..

كنت اسير مع الملايين وانا افكر بهذه المعاني والمفردات .. ووصلت الحسين "ع" وفي قلبي تاريخ من القيم الحسينية التي شكلها الامام في حياة الملايين على مر التاريخ والدهور .

الحسين "ع" .. قضية ومسيرة وكفاح طويل وامة من المجاهدين لن تزول ما دام السيف يكتب سورة الرفض على رأس الامام الشهيد.

علق هنا