طهران تستبعد تيار الحكمة وتستدعي خليفة الحكيم !

بغداد- العراق اليوم:

كانت مفاجأة من نوع ثقيل حين وجه القيمون على ادارة دعوات مؤتمر الوحدة الاسلامية المنعقد في طهران، دعوة مفتوحة لاعضاء في قيادة المجلس الاعلى على راسهم الشيخ همام حمودي، ولم توجه الدعوة الى زعيم تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، او اي من مستوياته الحزبية والتنظيمية الاخرى، بل تم استبعاد اهم رجل مقرب من الحكيم ومن طهرا، وأحد اهم قيادات التنظيم، السيد محسن الحكيم!.

أكد مصدر مطلع “ان الاخوة في تيار الحكمة استغربوا الاجراء الايراني حول توجيه الدعوة للمجلس الاعلى وعدم وجود دعوة مماثلة لتيار الحكمة الوطني الذي يقوده السيد عمار الحكيم، وفد تم توجيه سؤال بهذا الخصوص، فجاءت الاجابة الإيرانية بأن المؤتمر خاص بمناقشة قضايا الوحدة الاسلامية، وان الحركات والاحزاب الموجودة تحت سقف المؤتمر دعيت لعناوينها السياسية والفكرية الاسلامية من دون ان يتعرض المجيب الايراني لتيار الحكمة وكونه حزباً سياسياً وطنياً محلياً غير معني بقضايا العالم الاسلامي ومستقبل الوحدة الاسلامية، وهي طريقة اعتاد الايرانيون التعامل من خلالها مع المحيط الثوري من قوى وتوجهات واحزاب”.

مصدر مطلع وخبير في الشؤون العراقية والايرانية علق على هامش هذا الطارىء المهم في علاقات الحكيم بطهران “ان طهران قالت للحكيم بوضوح في مؤتمر الوحدة الاسلامية ان الرجل سيكون مستبعداً عن ساحة التوجهات والطروحات والمبادرات الخاصة بالعراق، او العامة الوحدوية في العالم الاسلامي بسبب مااقدم عليه لانها تعتقد ان قرار الحكيم بالابتعاد عن المجلس، وتاسيس تيار سياسي اخر قرار سياسي مناوىء لها، ولايلتقي وتوجهاتها السياسية العراقية، كما ان طهران التي رعت المجلس الاعلى واعتبرته معبراً عن سياستها العراقية قبل 30 عاماً، اعتبرت مااقدم الحكيم عليه خروجاً على نص الثوابت العقدية التي تربط ثوار الامس بقاعدة الثورة الاسلامية ومشروعها الرسالي الاسلامي في العراق والعالم الاسلامي”.

لذلك تم استبعاد السيد عمار الحكيم، فالرجل ماعاد جزءاً من المنظومة العقدية والسياسية للثورة وليس الدولة، وهو ماركز عليه المجلس الاعلى في زيارته الاخيرة وتلبيته دعوة ايران.

ويستطرد الخبير” ان المجلس الاعلى تشكل في ايران ورعته الجمهورية الاسلامية وتعهدته بالحماية وردت عنه الكيد العربي والعراقي والدولي قبل سقوط النظام ووفرت له كل الاجواء المناسبة للتطور، وان ياخذ دوره السياسي والاجتماعي والعسكري في مواجهة النظام، وبالفعل فقد ترأس الحكيم الشهيد، المجلس طيلة ربع قرن.

 وبعد سقوط النظام صار الحكيم الثاني زعيم اكبر تكتل للاغلبية الشيعية في العراق، وهو الذي ينتج رئيس الوزراء المقبل، وكل تلك الجهود ماكان لها ان تتحرك على الارض وتفضي الى وجود سلطة حقيقية للمجلس والحكيم الاخ والاب والابن الا بفضل طهران ودورها وجهودها الكبيرة..”.

ويعتقد الخبير ان” عمار الحكيم خرج عن مسار التوجهات الايرانية الداعمة للقضية العراقية عبر قناة المجلس الاعلى ولم يستمع لنصائح الجانب الايراني بضرورة التروي وعدم التعجل بقرار تاسيس كيان حزبي وسياسي مناوىء”.

الخبير يضيف في ما يقوله بأن ” التوجهات الايرانية تعتقد ان تيار الحكمة توجه حزبي وسياسي لاينظر لايران نظرة المجلس الاعلى التي تصل الى مستوى التحالف مع طهران، في كل القضايا السياسية ليس في العراق وحسب بل في كافة القضايا المصيرية في العالم الاسلامي، وتعتقد ان تلك النظرة تنطوي على جانب عقدي وفكري اكبر منه سياسي تحالفي، وهو مااستبعده تيار الحكمة في توجهاته الاقليمية خصوصا في العلاقة مع ايران، وهنالك جو في الحكمة الوطني يركز على علاقات مفتوحة مع الجوار العربي بقوة ولايتحدث بنفس القوة عن علاقة موضوعية بالثورة في طهران، مايكشف عن وجود خلية فكرية من دعاة الازاحة الجيلية تشتغل على ازاحة ايران بنفس المستوى الذي عملت فيه على ازاحة جيل القيادة الحالية في المجلس الاعلى وتمكنت منه ونالت مرادها في استبعاده”.

ايران تشعر ان نظرية الازاحة الجيلية استهدفتها باستهداف جيل الشيوخ في المجلس الاعلى، لذلك جاء العقاب مباشراً باستبعاد الحكيم عن ايران وعدم الرغبة بالتفاهم معه او اللقاء به وليس فقط رفض دعوته بالمشاركة في مؤتمر الوحدة الاسلامية!.

هنا في بغداد بدا الحديث يتسع على خلفية “انتصار” للمجلس وتاكيد لشرعيته الثورية وقربه من الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد لقاء قائد الثورة بوفد المجلس الاعلى، ووصف السيد الخامنئي للمجلس بالحزب المبارك، يعطي للمجلس قوة دفع مهمة في طريقته السياسية للتعاطي مع مجمل الملفات الخاصة بالتحالفات الانتخابية القادمة خصوصا مع التيارات والقوائم الثورية القريبة من ايران، ومنها قائمة هادي العامري والفصائل الثمانية التي انضوت في اطارها، اضافة الى احزاب ومنظمات مدنية وتوجهات شبابية”.

مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي انعقد بغياب الحكيم وحضور سليل الحكيم “همام حمودي”، والاهم ان “العمل بقيم السلالات” اختلف عند طهران، حيث كانت تعتمد “الشروط النسبية” في الارتقاء بمدارج قيادة المجلس الاعلى، اما اليوم فهي تعتمد العلاقة السببية بها وبالحكيم الشهيد، لهذا اومأت الى ضرورة انتخاب حمودي رئيسا للمجلس، ودفعت جيل الشيوخ الى الجلوس في الصف الاول من مؤتمر الوحدة الاسلامية، وكانها بمؤتمر الوحدة اعادت وحدة المجلس حيث عصف بها جيل الازاحة الجيلية!.

علق هنا