بعد نصف قرن على خروجها من حياته، ها هي صاحبة "أنا وليلى"، تتصل بشاعرها، وتفجر فيه قصيدة جديدة اسماها" ليلى الأزل" ننفرد بنشرها

بغداد- العراق اليوم:

( ليلى الأزَلْ )

رائعة الشاعر الكبير حسن المرواني

مرُّ العُقـُودِ السـُــــودِ لا يُقصينــــــا

عن بَعضِنا فالحبُّ عُتِّقَ  فِينـــا

*

سِــــــفرُ التواصـــلِ مدَّ حبلَ وصالِنا

فتشــــبثتْ برجائــــِـهِ أيدينــــــــا

*

أفتطلبينَ صَداقـــةً من واهــِـــــــبٍ

حُـــــــــبَّاً إليكِ بقلبـِـــهِ مكنونـــا

*

أيامَ أهداكِيـــــــهِ غَــضَّاً يانِعــــــــاً

فأُعيدَ يَذرِفُ لوعـَـــــةً وأنِينــــــــا

*

رُحْماكَ يا سِفرَ التواصــــلِ ضُـــــمَّنا

كرَمًا فما زالَ الزمــــــانُ ضَــــــنِينا

*

من نصفِ قــَــرنٍ والفــراقُ يَسومُنا

بُعدًا وَوَحدَكَ أنتَ مَـــنْ تــُـــدنِينا

*

شطبَ الذينَ تَطفــَّلوا أسماءَهم

( وأنا وليلــــــى ) عاشــقَينِ بقِينـــا

*

والأدعياءُ السارقونَ صَداقَـــــها

ســــيَؤوبُ كـــلٌ خاسِئا ومَهينـا

*

كـُنـــَّا كأهلِ الكهفِ لكنْ لم تنــــَـمْ

أشـــواقـُنا الحَرَّى ولم يَذوينـــــــــا

*

لا تسألونا كمْ لبِــثنا في الكـَـــــرى

سنتينِ ؟ أم عشرينَ ؟ أم خمسِـــينا

*

فغرامُنا ذا ما تســــــــنـَّهَ طعمُــــهُ

مازالَ شـــــهدًا ســـائِغًا في فــِـينا

*

ثغريـــنِ كـُنا ثــــُــمَّ صِــرنا واحدًا

طـُوبى لنا فالحُلـْمُ صارَ يقينـــــــــا

*

عادَ الصبيـــان اللذان تشظـَّيــــــــا

طفلينِ عادا ينضحانِ حنينـــــــــــا

*

وَخَطَ النوى رأســــَيهِما بـِـطِلائــــِهِ

شيبًا ... وخطَّ على الوجـــــوهِ غُضُونا

*

لا شـــــأنَ للزمن المُحنَّطِ بالهــــوى

تبقى القلوبُ على الوفاءِ قُرُونــــــا

*

للآنَ قيسُ بنُ الملوَّحِ عاشــــــــــقًا

يُهدي الأنـامَ صبابةً وشُجُونـــــــــــا

*

يا ربِ زدْها في عيونـــي فتنــــــةً

كيمـــا أظـــــلُّ بحبـــها مجنونــــا

*

واغرسْ غرامي دوحةً بفؤادِهــــــا

فتــردُ ليلــى : — رَبـــــَّنا آمينــــــا

*

صُمنا وصلـَّينا الســــنين وقلمـــــا

صلى وصـــامَ العاشـــــقونَ سِنينــا ...

*

رباهُ هبـْــنيها رفيقــةَ جَنــــــــَّـــةٍ

وَهَبِ التقاةَ الطــُهْرَ حُــورًا عِينـــا

علق هنا