ماذا قال مؤرخ الدعوة وكاتبها عن عزت الشابندر ؟

بغداد- العراق اليوم:

قبل ان يتسع المجال لعزت الشابندر في ان يطلق اتهاماته الجارفة بحق ما يكتب عنه، وما يفضح الآن من مسيرة حافلة بالرقص على الجراح. كانت شهادتنا عنه دواءً ناجعًا، ولكن وحرصًا منا على الحيادية المهنية، سنستدعي في مقالنا هذا شهادة تاريخية دونها واحد من أشهر كتاب حزب الدعوة، والذي لا يشك في ما يكتبه،كونه كان شاهداً على هذا التأريخ مهما اتفقنا او اختلفنا حوله. لنقرأ ما دونه سليم الحسني عن سيرة (الداعية المطرود) عزت الشابندر، لتكون شهادة لله، وللشعب. ولنشارك القراء هذه الحقائق التي لم ولن يستطع عزت ولا غيره نكرانها.

علاقة مع المخابرات ..السورية الليبية !!

في مقالة له، يكشف الحسني عن علاقة وطيدة بين عزت والمخابرات السورية من جهة، والمخابرات الليبية أيام العقيد القذافي، حيث يقول الحسني :

" ترك عزت الشابندر إيران هارباً من ملاحقة قانونية إلى سوريا، وهناك بدأ نشاطه السياسي الجديد، مستغلاً أجواء المعارضة المتداخلة مع المخابرات السورية والليبية وغيرهما. وخلال فترة وجيزة من أوائل الثمانينات استطاع ان ينسج شبكة واسعة من العلاقات، وكان من أوائل السياسيين المعارضين الذين استطاعوا ان يوثقوا علاقتهم بنظام القذافي، وحصل منه على الدعم المالي، وبذلك صار مفتوح اليد، يستطيع شراء الأتباع، وبأمواله يتمكن من اختراق الكيانات، والقيادات السياسية، لكن العقبة التي واجهته كانت في كيفية اختراق حزب الدعوة، فعلاقاته مع المخابرات السورية والليبية جعلت الدعوة تحذر منه، وتتحاشاه".

الخط العسكري للتهريب !!

ويضيف "  لكن عزت الشابندر اكتشف نقطة الضعف في أحد أعضاء حزب الدعوة الذي كان يتنقل بين دمشق وبيروت بسيارة حزب الدعوة عبر الخط العسكري الخاص الذي توفره الحكومة السورية لأطراف المعارضة العراقية، وكان هذا الشخص يستغل ذهابه وايابه من والى لبنان في اعمال التهريب من دون علم لجنة تنظيم الدعوة في سوريا. وهنا اكتشف عزت الشابندر ضالته فيه، فاتفق معه على اعمال تجارية، مقابل ان يحصل منه على معلومات خاصة عن حزب الدعوة".

ويتابع "  كان عزت الشابندر حين يجلس مع السياسيين العلمانيين وغيرهم يتبجح بأن أسرار حزب الدعوة في جيبه، وحين يسألونه كيف ذاك، وهو حزب محكم السرية، فيزداد انتفاخاً بقدراته، ويزدادون اعجاباً بقدراته وأساليبه".

ويشير الحسني في مقاله الى ما يلي :  في سنوات نشاطه في سوريا، عرف عزت الشابندر، بأن القوة الميدانية كانت للإسلاميين، والقوة المالية والاقليمية للعلمانيين، فعمل على الجمع بينهما، فأظهر الإسلامية مع الإسلاميين، وكشف علمانيته مع العلمانيين، لكن علاقته مع الطرف الثاني كانت هي الأكثر رسوخاً وقوة، فمن خلالهم يحصل على المال والدعم المخابراتي، وبذلك يكون واجهة إسلامية للاستخدام عند الحاجة، في مقابل حصوله على المال والنفوذ والقرب من رجال المخابرات".

ماذا قال المرجع فضل الله عن الشابندر ؟

ويردف الحسني قائلاً" من خلال ماله وعلاقاته استطاع ان يكسب الى جانبه بعض الإسلاميين من ضعاف النفوس، مما أثار ذلك حزن المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، حيث قال لي في نبرة أسف وحزن: (كنت أرجو الخير في كفاءة (م) لكنه سقط في مستنقع عزت الشابندر).

ويواصل الحسني شهادته التاريخية بالقول " بين رجال المخابرات، وعلى الأطراف المتنازعة في المعارضة العراقية، وجد عزت الشابندر أفضل الأجواء، وهو الذي يجيد التنقل على المقاعد، ويحترف اللعب على الحبال، ويقرأ الأشخاص بنظرة ذكية، يكتشف فيها نقاط القوة والضعف، فيأتي الرجل من ضعفه ليستفيد من قوته، وهكذا استطاع ان يحقق توازناً دقيقاً مع معظم الأطراف السياسية".

ويختم الحسني هذه الشهادة، بالقول "  كان عزت الشابندر يعرف أن الجهاد والنضال والمعارضة، لا دور لها، ولا مستقبل لها باسقاط نظام صدام، وأن هذا الجو كله هو مجال لجني المال والعيش الرغيد، وأن الذين ينشغلون جدياً بمعارضة النظام، فهم لا يفهمون الأمور جيداً، وانهم أغبياء. وقد ظلت هذه النظرة هي التي تحكم تصرفاته ومواقفه، وقد اجادها الى حد كبير، حتى أنه عندما سقط نظام صدام، قال قولته المشهورة لبعض مقربيه: (هذه الفترة هي المرحلة التجارية، وبعدها سأدخل السياسة) وبالفعل اجاد ذلك، واختار اللحظة المناسبة لدخول العملية السياسية".

وبعد ما تقدم نود أن نوضح أن مثل هذه النماذج التي نشأت في مثل البيئات لن تستطيع التخلص من رداء الخسة والنذالة والعمالة مهما تجملت بالوطنيات، ومهما حاولت اللعب على وتر المشاعر المتباينة، فأن سيف التأريخ سيظل مسلطًا عليها، فهل من مدكر ؟.

انتهت مقالة الحسني، فهل ستنتهي مفاسد، واسقاطات، و(جرائم) عزت الشابندر - الموثقة- والتي ام نأت على ذكرها بعد، حيث سنكرس لها اكثر من حلقة في الأيام القليلة القادمة.

 

 

 

 

 

 

علق هنا